في ذكرى المولد النبوي الشريف
اسبوع "الوحدة الإسلامية" فرصة لتوحيد الصفوف وجمع الكلمة
حسام خلف - كاتب سوري
في تاريخ الأمم وعند تخبطها في وحول الجهل والتخلف والعصبيات يبرز رجال مبدعون، يوقدون من عقولهم شموع الفلاح والرؤى الواضحة على درب النجاة، وإن هي سارت في ذلك الدرب لقيت في نهايته أمنياتها وتطلعاتها، لكن على الأمم أن تدرك أن الدرب الذي يخطه رجال التاريخ نحو المستقبل ليس إلا خطوة أولى على هذا الدرب وبقية المشوار عليها أن تجهد نفسها في قطعه .
وسبيل كمال الإنسان فردا ومجتمعا ليس محدودا بسقف، لأن روح الإنسان شعاع متصل بالمطلق، وكمالها يكمن في سعيها الدائم نحو هذا الكمال .
ومن أعظم رجالات التاريخ تلك العبقرية الفذة التي تجسدت في الإمام الخميني الراحل ، حيث اختط للأمة دربا بين صخور العالم الكبيرة الصلدة ، ووضع قدم الأمة على أول الدرب بفكره الغائص في دروس التاريخ والمتعمق في دهاليز المستقبل .
فقرر على إثر ذلك أن الأمة بدون وحدتها وتماسكها لن تحقق إلا الخزي والخبال ، فكانت فكرة "اسبوع الوحدةالإسلامية" التي استغلت الخلاف في تحديد مولد الرسول (ص) إلى فرصة لتوحيد الصف وجمع الكلمة.
هاهو المشروع ينطلق بفكرة تبدو بسيطة في بيانها عظيمة في بنيانها ، فجددت الأمل بوحدة إسلامية يمكن أن تعيد للأمة هويتها الحضارية ومجدها الإنساني.
لكن كما أسلفنا ليست هذه إلا خطوة أولى اجترحها الإمام الراحل من عمق المعاناة لنكملها نحن بالبحث والتنقيب عن مبادئها وأسسها ومنطلقاتها، ولنصنع فلسفتها بالفكر، وآلياتها بالمشاريع الفاعلة.
وهو الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من بذل الجهود الفكرية والعملية لإنضاجه في واقع المسلمين … فأين فلسفة الوحدة في الرؤية الإسلامية؟
هل تعني بها الطوائف أن تترك الطوائف الأخرى معتقداتها وآرائها وتندمج فيها؟ أم تعني أن يترك الخلاف لطاولة البحث ويتم التوحد على الأمور العامة للأمة من حرب وسلم واقتصاد واجتماع ؟وماهي آليات هذا العمل الكبير ؟
إن إكمال الدرب في طريق الوحدة الذي فتحه روح الله الخميني يحتاج إلى جهد معرفي جبارتنشأ على إثره فلسفة وحدوية مبنية على نظام أفكار مترابط ملاصق للواقع ، يتبعه عمل ثقافي وإعلامي واسع ،ثم لجان بحثية لدراسة التجربة وتعديل أفكارها في حال لم تنجح في الواقع.
إن فكرة الوحدة كهدف ورؤية استراتيجية هي قضية حيويوية للأمة، أو فلنقل شرط لازم لحياة وعزة وشموخ وبقاء الأمة ،إذا ماأخذت حقها في البحث والممارسة والمتابعة الجادة والمراقبة الدؤوبة حتى يبقى الأمل بإنتاجها واقعا أفضل لأمة تبحث عن سبيل نجاحها.