رئيس الوفد السوري بمؤتمر الوحدة لـ "تنا":
الاعمار الفكري مقدم على أي شيء آخر في سورية
قال رئيس الوفد السوري لمؤتمر الوحدة الاسلامية الشيخ محمد حسان في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء التقريب "تنا" على هامش مشاركته في المؤتمر السادس والثلاثين لمؤتمر الوحدة الاسلامية: إن الاعمار الفكري مقدم على أي اعمار آخر في سورية.
وتحدث حسان عن الاعمار الفكري ضمن رده على سؤال هل تجاوزت سورية الحرب الكونية ضدها، وقال: أكيد انها تجاوزت الحرب وأنها في مرحلة تعافيها بدليل ان كافة مناحي الحياة انطلقت فيها بل ربما رجعت أفضل مما كانت عليه، سواء على مستوى الجامعات أو المؤسسات الدينية التي ضبطت الخطاب والمصطلحات وأطلقت المجلس العلمي الفقهي وهي أول خطوة في الوطن العربي.
وأوضح بأن المجلس يضم علماء من كافة الطوائف والمشارب والمدارس، وقرارهم واحد، وأي فتوى يصدرها المجلس العلمي الفقهي فان على الجميع أن يلتزموا بها وينفذوها، وبالتالي ليس هناك تضارب واختلاف بالفتاوى، أما فيما يتعلق بالخصوصيات لكل مذهب فقد ترك ذلك لعلماء ومراجع الطوائف.
وأشار الى أنه الى جانب هذه الخطوة لتعزيز اللحمة الوطنية في سورية فقد انطلق النشاط الاقتصادي في سورية من خلال اعادة الاعمار وبذلك فان سورية تشهد اعمارا فكريا وآخر اقتصاديا، وفي هذا الاطار قال الرئيس السوري بشار الأسد، لولا الجيش لانتصر الارهاب، ولولا المؤسسة الدينية لانتصرت الفتنة.
وتابع قائلا: عندما تأتي الفتنة فانها تدمر الاقتصاد والمجتمع والبلاد والعباد، فحري بنا أن نقي أنفسنا من وصوال الفتنة الينا، وهذا لا يكون الا بتحصين العقول وتحصين المجتمع، بل أصبحنا نستقبل الوفود العلمية والدينة كالوفود الايرانية أو الروسية، وتبلورت تجربة ثرية لسورية على صعيد السبل الكفيلة بتجاوز النعرات والفتن الطائفية.
وأضاف: لم تكن في سوريا اساسا نعرات وفتن طائفية وانما ظهرت مع وجود الارهابيين والفكر التكفيري الوهابي وروج لها بعض العلماء خارج سورية من أجل التحريض على الفتنة، خاصة وقد رافق ذلك الضخ المالي الواسع، مما أدى الى أن البعض انجرف دون أن يدري، مما دفعنا الى تثبيتهم أقوى من الماضي، واليوم الحياة الاجتماعية في سوريا بكل مكوناتها عبارة عن لوحة جميلة ورغم كونها متعددة الألوان الخاصة الا أنها شكلت صورة جميلة عن سورية بشكل عام.
ونفى حسان ما كان يتم تداوله من أن الجماعات الارهابية سيطرت على ثلثي سورية، مشيرا الى أن الاعلام المعادي لسورية كان ولا يزال يهول ما يجري فيها ويقوم بتضخيم الأحداث واتساع رقعة سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة على الأراضي السورية ووصل به الامر انه كان يقول، أن النظام السوري لا يسيطر سوى على القصر الرئاسي والمنطقة المحيطة به في العاصمة دمشق، واشار الى أن الذي كان خارج سورية ويستمع ويشاهد ويقرأ وسائل الاعلام هذه يتصور أن الدماء تسيل في الطرقات وأن الحياة قد تعطلت وان الحرب قد استولت وان داعش انتشرت، بينما كان التوتر في بقاع محدودة وقرب الحدود التركية والعراقية، لأنهم تسللوا وحصلوا على الامدادات من تركيا، أما في الداخل فلم يكن لهم وجود حقيقي وانما الاعلام ضخم وجودهم وكأنهم استولوا على سورية برمتها.
وبشأن تصدي السلطات السورية للجماعات الارهابية هل اقتصر على الجانب الأمني والعسكري أم انه طال مجالات أخرى، أشار الى انه فيما يتعلق بالمسلحين الذين جاؤوا من الخارج فهؤلاء لا ينفع معهم التوجيه والنصح، لأنهم جاؤوا الى سورية ليستبيحوا كل شيء فيها، فلم يكن من سبيل لرد هؤلاء إلا باستخدام السلاح والعنف، ولكن هؤلاء تركوا أفكارا سواء خلال وجودهم في سورية أو بعد خروجهم منها، وقد تأثر البعض بأفكارهم، الأمر الذي دفع المؤسسة الدينية الى تولي دورها ومسؤوليتها في هذا الصدد، سواء في مراكز الايواء أوالمراكز الثقافية أوالمساجد أو الجامعات وجميعها عملت على ضرورة القضاء على الفكر التكفيري الدخيل على أفكارنا ومجتمعاتنا وانه لا يمث بصلة بديننا ومناهجنا.
وعزا الهدف الرئيسي من ظهور الجماعات الارهابية في سورية الى استهداف أمنها ولحمتها، فقد كانت سوريا انموذجا رائعا في التعامل بين جميع الطوائف والمذاهب، كما تم استهداف الاخلاق الاجتماعية، من خلال ضخ كمية كبيرة من الفساد الاخلاقي لينحرف الشباب، بينما تصدت المؤسسات الدينية بضخ الكثير من المحاضرات والندوات والمهرجانات، واشار الى أنه رغم كمية الدعم الكبير الذي كانت تتلقاه داعش والجماعات الارهابية من هذه الدولة وتلك فانها لم تستطع الاطاحة بالنظام والسيطرة على البلاد، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو انها لم تحظ بدعم وتأييد الشارع السوري، بل كانت بعض المناطق ترفض استقبالهم، وكانت هذه المناطق ترسل رسائل الى السلطات تطلب فيها الدعم لمنع الجماعات الارهابية من السيطرة على مناطقهم.
وبشأن التحالف السوري مع ايران ومحور المقاومة، شدد الشيخ حسان على أن الاعداء خيروا الحكومة السورية، بالتخلي عن ايران واركان محور المقاومة وخاصة المقاومة الفلسطينية أو توجيه الجماعات الارهابية الى البلاد والعبث بامنها واستهداف المدن والمؤسسات والأجهزة الأمنية، فرفضت دمشق التخلي عن ايران وحلفائها.