باحث اسلامي عراقي : ما حدث في غزة نصر اسلامي

باحث اسلامي عراقي : ما حدث في غزة نصر اسلامي

يرى "الدكتور جمال ابوحارث" وهو ناشط وباحث اسلامي من العراق، ما ما حدث بعد وقف اطلاق النار في قطاع غزة والذي ارغم العدو الصهيوني على قبوله، هو "نصر اسلامي وليس هناك مسمى اخر له؛ مبينا ان "المسلمين هم الذين صاغوا هذا النصر، ومحذرا بشدة من "الدعوات المشبوهه التي ستنطلق تحت المسميات الوطنية والقومية لتشويه صورة هذا الانجاز.


الباحث الاسلامي العراقي، قال ذلك في مقال له خلال ندوة "فلسطين من النهر الى البحر"، التي عقدت عبر الفضاء الافتراضي صباح اليوم الاثنين برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وبمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين في الشان الاسلامي والسياسي والمقاومة.

وفيما يلي نص هذا المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين وصلي وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله الطيبين الطاهرين وبعد،
هناك جملة مسائل ينبغي على المسلم ان يقف عندها خصوصا في قراءته لكتاب الله تبارك وتعالى فيما يخص موضوع الصراع مع الصهاينة؛ يقول الله تبارك وتعالى في ثلاث ايات مباركة : ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، ويقول في اية اخرى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) ويقول في اية اخرى ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ).

ولاء الظالمين بعضهم لبعض رايناه، فها هي امريكا وبريطانيا وفرنسا والغرب كله وقف بكل ما يملك مع الصهاينة، ولكن لم نر ممن دعوا للايمان وقوفا مشرفا مع اهلنا في غزة، الا القليل القليل.

لذلك علينا ان ننتبه لان عدم مولاة المؤمنين بعضهم مع بعض، هو فقدان لولاية الله تبارك وتعالى، وعندما لا نحصل على ولاية الله تبارك وتعالى، تبقى الغلبة للعدة والعدد وهم اكثر منا عدة واقوى منا عدة، يمتلكون من التجهيزات الكبيرة جدا، وعندما نفقد ولاية الله تبارك وتعالى فلا ننتظر نصرا على الصهيونية في هذا الصراع.

الامر الاخر، يعني بعد ان من الله تبارك وتعالى علينا وعلى الامة بهذا النصر المبين، هناك بعض المسائل علينا ان ننتبه اليها :-

اولها، التركيز على مبدا الحق وان لا طريق بديلا لتحرير فلسطين والمقدسات؛ اليهود لا يعطون شيئا تعلموا ان ياخذوا ولا يعطوا، هكذا هي اخلاقهم ياخذون الحق والباطل، فليس هنالك طريق بديل عن الجهاد.

التاكيد على اهمية محور المقاومة ودوره في الضغط الكبير على الصهاينة، لم يتحقق النصر لاهل الغزة لو لم يكن هناك دعم حقيقي وصادق من المحور؛ حزب الله المبارك والحوثيون في اليمن والحشد الشعبي في العراق، والراعي الكبير لهذا المحور الجمهورية الاسلامية. يجب التاكيد على اهمية هذا المحور وفي صياغة النصر العظيم.
 
الامر الاخر هو الحذر الشديد من الدعوات المشبوهه التي ستنطلق تحت المسميات الوطنية والقومية؛ هذا النصر هو نصر اسلامي وليس هناك مسمى لهذا النصر غير النصر الاسلامي؛ فالمسلمون هم الذين صاغوا هذا النصر.

العرب خاضوا معارك كثيرة، لكن ماذا جنينا منها؟ وتاريخ الصراع مع الصهاينة، والمفاوضات التي انطلقت معهم، ابتداء من كامب ديفيد الى اوسلو الى عربة، ما الذي جاؤوا به المسلمون من هذه المعاهدات غير الذل والخزي والعار؟!

كما يجب التاكيد على الوحدة الاسلامية ودورها في عزة الامة وان لا طريقة للخلاص والتحرير الا من خلال تطبيقها في واقع المسلمين وذلك من خلال القران الكريم ايات القران الكريم كثيرة جدا؛ [إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ]، لن تكون هنالك عبادة كاملة لله تبارك وتعالى الا من خلال وحده هذه الامه؛ اذا ليس للمسلم بديل الا الذوبان في بودق هذه الوحده المباركه.

التاكيد على دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في قيادة المحور المقاوم، وهذا الدور هو شرعي ولا بديل له وايات القران الكريم كثيرة جدا.

والنقطه الاخرى، دعم اهل غزة بالمال والخبرات وشركات الاعمار والعلاج، وتاكيد الشعور بالوحده الاسلاميه لدى اهلنا في القطاع؛ ستنطلق حملات كثيره اعلاميه لتوهين وتشويه هذا النصر العظيم، وبما يستدعي من الشباب المسلم في المحور التصدي لذلك وكل ضمن اختصاصه.

اخيرا نحمد الله على النصر المبين وجزاكم الله خير الجزاء واسال الله تبارك وتعالى ان يحفظكم لقياده هذه الامه الى العزه والنصر وبارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.