الدكتور اذرشب : المقاومة باقية حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر

قال مستشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الدكتور محمد اذرشب، ان "المقاومة في فلسطين خرجت من الحرب منتصرة لتقول انها باقية على طريق الجهاد حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر"؛ مؤكدا بان هذه هي المقولة التي عبرت عنها الفصائل الفلسطينية بعد جميع الحوادث المريعة التي حلت بها في غزة.
جاء ذلك في مقال الدكتور اذرشب، خلال ندوة "فلسطين من النهر الى البحر"، التي نظمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وبمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين في الشان الاسلامي والسياسي والمقاومة.
وفيما يلي نص هذا المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
انه لمن الجيد ومن المستحسن ان يكون هناك توجه من قبل الاعلام العالمي، او الاعلام الاسلامي على الاقل، نحو الانتصار الذي تحقق في غزة.
مع الاسف الشديد، في خضم الاحداث وبعد هذه الاحداث التي وقعت في غزة والضفة الغربية، هناك توجه اعلامي من اجل اظهار ان الفصائل والمقاومة الفلسطينية قد انهزمت وفشلت، وهذا ظلم وخاصة حينما ياتي هذا الظلم من ذوي القربى؛ "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند".
الحرب في غزة وفي فلسطين عامة، ليست بين جيشين مدججين بالسلاح وبالعدة والعتاد بحيث ينهزم جيش وينتصر جيش اخر، ليس الامر كذلك، بل هي بين جيش مسدود بكل القوى العالمية من المال والسلاح والعتاد والاعلام، وبين مجموعة لا تمتلك الا الارادة والدم؛ وفي اعتقادي ان هذا الانتصار هو انتصار الارادة على السلاح، وانتصار الدم على السيف، هذا هو الانتصار التي تحقق في غزة.
في غزة، لم يكن هناك جيشان بل جيش ومقاومة مدعومة بإرادتها فقط ومدعومة بالصالحين في المنطقة مثل اليمن وحزب الله وامثال ذلك.
في حرب غزة انتصرت المقاومة، لان العدو لم يستطع ان يدحرها؛ مرات قال العدو ان "هدفنا هو دحر الفصائل الفلسطينية، وحماس والجهاد وازالتهما من غزة تماما"، ولكنه لم يستطع ان يفعل ولم يستطع ان يدحرها.
شاءت ارادة الله تعالى وارادة المقاومة ان تبقى حماس والجهاد رغم كل ما نزل بها وبالشعب الفلسطيني من دمار ومن مجازر وحشية؛ بقيت المقاومة حية فتية قوية يلجا اليها العدو الوحشي ويتوسل بها لانقاذ الرهائن، وهي مصرة على المقاومة وعدم تسليم الرهائن الا بشروط.
لقد فرضت المقاومة شروطها على العدو لتسليم الرهائن، وطبعا ما كان بامكان المقاومين ان يصمدوا هذا الصمود الاسطوري لولا الحاضنة الشعبية الحاضنة الشعبية التي ساندت وصبرت وصمدت امام المخططات التي ارادت ان تبيد الشعب الفلسطيني وان تهلك الحرث والنسل.
وانتصرت المقاومة ايضا في فلسطين، رغم وحشية العدو وخذلان بعض الاصدقاء وتخلي بعض ذو القربى عن المناصرة، وهذه مسالة مهمة؛ فبعض ذوي القربى تخلوا عن مناصرة القضية الفلسطينية في هذه الاحداث الاخيرة، وبعضهم خذلها ووجه سهام النقد والاعلام المسموم تجاهها.
انتصرت الفصائل الفلسطينية في غزة وراحت بعد وقف اطلاق النار تستعرض قوتها ومسيرتها، وتستعرض ما حققته من انجازات في مسيرة كبيرة امام مراى العالم في الفضائيات وغير الفضائيات.
المقاومة الفلسطينية خرجت فتية قوية تتحدى ما نزل بها من ظلم، وتتحدى اولئك الذين ارادوا ابادتها؛ خرجت بمعداتها وباسلحتها وهي فتية قوية وافرة تستعرض قوتها بشكل علني في الشوارع.
خرجت المقاومة لتقول انها باقية على طريق الجهاد حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر؛ هذه هي المقولة التي عبرت عنها الفصائل الفلسطينية بعد تلك الحوادث التي حلت بها في غزة.
ومن مظاهر انتصار فلسطين، ان فصائل المقاومة اثبتو اريحيتهم وسلوكهم الانساني مع من احتجزوهم، وقد خرج الاسرى الصهاينة وخاصة الاسيرات وهن في زي عسكري من اجل ان لا يقول العدو بان "الذين احتجزوهم هم مدنيين"، خرجوا وهم بالزي العسكري وخرجت النساء "الاسرائيليات" بزيّهن العسكري، ليقولوا للعالم اجمع ان هذه النسوة اللاتي احتجزن ليسن مدنيات وانما هن مقاتلات مدججات بالسلاح.
لقد خرج هؤلاء الاسرى الصهاينة من الاحتجاز الفلسطيني وهم مسرورون يضحكون وعلى وجوههم البشر؛ يبدو انهم لم يشاهدوا عنتا، رغم ان الفصائل الفلسطينية كانت تعاني من الجوع ومن العطش ومن الخوف ومن الدمار، ولكنهم حافظوا على سلامة اسراهم، وهذه هي الاريحية الاسلامية والتعاليم التي اوصى بها رسول الله (ص) بالنسبة للاسرى. وبذلك اثبتوا كل زيف الادعاءات التي قالت بان "الاسرى الاسرائليين يعانون في الاسر ما يعانون".
ومن مظاهر انتصار المقاومة في فلسطين وفي غزة هي انتصارهم على الحرب الاعلامية والنفسية التي شنت عليهم بشكل عجيب، في الفضائيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي لتروج بان "غزة قد فشلت وانهزمت"، و"ان الذي فعله الفلسطينيون في مقاومتهم انما هو عمل فاشل ليست له نتيجة"، لقد اثبت المقاومون زيف كل هذه الادعاءات وبينوا انهم حصلوا على النتيجة المطلوبة، اي "انتصار الدم على السيف وانتصار الارادة على كل هذه الاسلحة التي اغدقها عليهم العدو المدجج بالاسلحة".
الجميع يعلم بان "اسرائيل" قد جهزت بانواع الاسلحة من الشرق والغرب بالطائرات بالمدافع وبالقنابل، وحتى هناك حرب الاغتيالات والحرب السيبرانية؛ في كل هذه الجبهات انتصرت المقاومة على الكيان الصهيوني، بفضل المعنويات التي يتمتع بها المقاومون.
نعم، لقد انتصرت غزة وما النصر الا من عند الله العزيز الحميد، والشكر لله سبحانه وتعالى عما يشركون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته