يُقَالُ : " ما " لي " في " هذَا " الأَمْر غَمِيضَةٌ " وغَميزة أي " عَيْبٌ " كما في العُبَاب والصّحاح . " واغْمِضْ لي فيمَا بِعْتَنِي " هو من حَدّ ضَرَبَ في سائر النُّسَخ والصَّوَاب أَغْمِضْ كأَكْرِمْ كما هُوَ مَضْبُوطٌ في الصّحاح والعُبَاب " وغَمِّضْ " من باب التَّفْعِيل نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ وابنُ سِيدَه " كأَنَّكَ تُرِيدُ الزِّيَادَةَ منه لرَدَاءَتِهِ والحَطَّ من ثَمَنَهِ " فاستعمل التَّغْمِيض هُنَا في غَيْرِ النَّوْمِ . يقال : أَغْمَضَ في السِّلْعَةِ إِذَا اسْتَحَطَّ من ثَمَنِهَا لرَدَاءَتِهَا ويَقُولُ الرَّجُل لبَيِّعِهِ : غَمِّضْ لي في البِيَاعَة مثل أَغْمِضْ لي أَيْ زِدْنِي لمَكَانِ رَدَاءَتِهِ أَو حُطَّ لي من ثَمَنِه . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : هو مَجَازٌ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : يُقال : أَغْمَضَ في البَيْع يُغْمِضُ إِذَا اسْتزادَهُ من المَبِيعِ واسْتَحَطَّه من الثَّمَنِ فوَافَقَهُ عليه . وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبي طالِبٍ : .
" هُمَا أَغْمَضَا لِلْقَوْمِ في أَخَوَيْهِمَاوأَيْدِيهِمَا من حُسْنِ وَصْلِهِمَا صِفْرُ قال : وقال المُتَنَحِّل الهُذَلِيّ : .
يَسُومُونَه أَنْ يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَهَا ... وقد حَاوَلُوا شِكْساً عليها يُمَارِسُ " وأَغْمَضَ حَدَّ السَّيْفِ : رَقَّقَهُ " كغَمَّضَه تَغْمِيضاً الأَخيرُ عن الزَّمَخْشَرِيّ . عن ابن عَبَّادٍ : أَغْمَضَت " العَيْنُ فُلاَناً " إِذا " ازْدَرَتْهُ " أَيْ احْتَقَرَتْهُ . كَذَا أَغْمَضَ " فُلانٌ فُلاناً " إِذَا " حَاضَرَه فسَبَقَهُ بَعْدَ ما سَبَقَه ذَلكَ " عن ابْنِ عَبّادٍ أَيْضاً كما نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . يُقَالُ : إِنَّ " المُغْمِضَات " من " الذُّنُوبِ " الَّتِي " يَرْكَبُهَا الرَّجُلُ وهو يَعْرِفُهَا " كما في العُبَاب . قُلْتُ : وهو في حَديث مُعَاذٍ : " إِيَّاكُم ومُغْمِضَاتِ الأُمُورِ " وفي روايَة : والمُغْمِضَاتِ منَ الذُّنُوبِ . وهي الأُمُورُ العَظِيمَةث الَّتي يَرْكَبُهَا وهو يَعْرِفُهَا فكأَنَّه يُغْمِضُ عَيْنَيْه عنها تَعَامِياً وهو يُبصِرُهَا . قال ابنُ الأَثير ورُبَّمَا رُوِيَ بفَتْحِ الميم وهي الذُّنُوبُ الصّغار سُمِّيَت لأَنَّهَا تَدِقُّ وتَخْفَى فيَرْكَبُهَا الإِنْسَانُ بضَرْبٍ من الشُّبْهَة ولا يَعْلَمُ أَنَّه مُؤَاخَذٌ بارْتِكَابِهَا . " وغَمَّضَت النَّاقَةُ تَغْمِيضاً : رُدَّت " هكذا في نُسَخِ الصّحاح وفي بعضها : ذِيدَتْ ومثلُه في الأَسَاسِ " عن الحَوْض فحَمَلَتْ على الَّذائِدِ مُغَمَّضَةً عَيْنَيْهَا فوَرَدَتْ " . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبي النَّجْمِ زادَ الصَّاغَانِيُّ : يَصف نَاقَةً : .
" تَخَبِّطُ الذائدَ إِنْ لم يَزْحَلِ .
" تَغْشَى العَصَا والزَّجْرَ إِنْ قال حَلِ يُرْسِلُهَا التَّغْمِيضُ إِنْ لم تُرْسَلِ قلت : وبعده : .
" خَوْصَاءَ تَرْمِي باليَتِيم المُحْثَلِ يقال : غَمَّضَ " فُلانٌ عَلَى هذَا الأَمْرِ " إِذَا " مَضَى وهو يَعْلَمُ ما فيه " كما في العُبَاب . غَمَّضَ " الكَلامَ : أَبْهَمَهُ " وهو خِلافُ أَوْضَحَهُ كما في الصّحاح . " وما اغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ أَي ما نَامَتَا " نَقَلَهُ الجَوْهَريّ والصّاغَانِيّ . قال الأَصْمَعيُّ : يُقَال : " أَتَانِي ذلكَ عَلَى اغْتِمَاضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلّفٍ و " لا " مَشَقَّةٍ " وهو مَجَاز . قال أَبُو النَّجْم : .
" والشَّعْرُ يَأتِينِي على اغْتِمَاضِ .
" طَوْعاً وكَرْهاً وعلى اعْتِرَاضِ