مسؤول اكاديمي في ايران : المجتمع الانساني یزدهر تقنيا ویعاني من الضمور المستدام أخلاقيا

مسؤول اكاديمي في ايران : المجتمع الانساني یزدهر تقنيا ویعاني من الضمور المستدام أخلاقيا

قال رئيس الجامعة الحرة الاسلامية في ايران "الدکتور محمد مهدي طهرانجي" : نحن نعیش الیوم في مجتمع بشري یحقق وبشکل مضطرد تقدماً وتطوراً هائلاً في المجال التقني، بينما یتقهقر باستمرار في مجال الأخلاق والإنسانیة.


واوضح "الدكتور طهرانجي" في كلمته خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 37 : ان هذا المجتمع الذي یزدهر تقنيا ویعاني من الضمور المستدام أخلاقيا، لم ینجح في الموائمة بین التقدم التکنولوجي والأخلاق؛ حيث استحوذت المعايير المادیة علی مسيرته. وأنظمة الظلم والتعسف ترید أن تسود  القیم لکي تزید من انحطاط الأخلاق، وقد بلغ الإنحطاط ذورته بحیث بات یؤثّر علی الریاضة ولم تعد الریاضات بمنأى عن هذا التحلل الأخلاقي.

واضاف : على سبيل المثال، نعلم جمیعاً أن أحد المنتخبات الأوروبیة المشارکة في مسابقات کأس العالم لکرة القدم 2023 باستضافة قطر، كانت قد وضعت شعار المثلیین علی الطائرة التي اقلته إلی البلد المضيف، وعندما اعرب الناس عن معارضتهم لهذه الخطوة، اقاموا الدنیا ولم یقعدوها.

واوضح : واقع الأمر هو أنّ العالم الغربي مهما بلغ من أشواط في التکنولوجیا فإنّه بات یخلو من کل القیم الأخلاقیة، ولم تعد المنظومة الأخلاقیة تحظی بأهمیة هناك؛ حيث السیاسة العلمیة، والتقنیة، وسیاسة توظیف الطاقات والمواهب تأثّرت بهذا الإنحطاط.

واشار هذا المسؤول الاكاديمي : في المقابل، نری النظام الإسلامي القائم على اسس التعالیم الإسلامیة، حيث الحکمة التي تحدد الغایة من حیاة الإنسان فيه وتقدم مجموعة من القیم التي ترسم مسار وغایة الانسان وهدفه الأسمی؛ محذرا من، ان "عدم الإهتمام بهذه الغایة سوف تجرّ الإنسان إلی الهلاك وسیؤول أمره إلی الزوال، ومستدلا باية من القرآن الکریم في سورة إسراء «عند ربك مکروها».

ومضى الدكتور طهرانجي الى القول : إذن، نحن بحاجة إلی الحکومة الرشیدة والمؤمنة لتكريس هذه المبادئ والقيم.

واستطرد : لقد جاء الأنبیاء (س) بالقیم العلیا والحكمة للإنسان، فمن دون الحکمة لا یمكن تحقیق غایة الإنسان وسعادته.. وربما نحن الیوم أحوج إلی الحکمة التي علّمها النبي الأکرم (ص) إلی البشر، لیس فقط في  الحوزات العلمیة (الاسلامية) وإنما یجب الإهتمام بها في الجامعات وسائر المجالات المراكز المعرفية.

وفي الختام، تطلع رئيس الجامعة الاسلامية الحرة بان يسهم المؤتمر الـ 37 للوحدة الاسلامية في منح بصیص أمل لبناء مجتمع قادر علی التنسیق بین العلم والتکنولوجیا والأخلاق والروحانية ویکون سبّاقاً في هذا المجال.