عضو مجلس خبراء القيادة : يجب مناصرة الأمة بعضها بعضا لتحرير المستضعفين من وطأة الظالمين

عضو مجلس خبراء القيادة : يجب مناصرة الأمة بعضها بعضا لتحرير المستضعفين من وطأة الظالمين

قال عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آیة الله محسن حیدري آل کثیر" : يجب على الأمة الاسلامية مناصرة بعضها لبعض من أجل تحرير المستضعفين الذين يعيشون تحت وطأة الظالمين.


وفي كلمته خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 37 اليوم الخميس، هنأ "اية الله حيدري ال كثير" الأمة الإسلامية بمناسبة مولد النبي الأعظم محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه وال وسلم) ومولد حفيده مولانا "الإمام جعفر الصادق" (عليه السلام) وحلول أسبوع الوحدة المبارك، وقال : ينبغي أن نسجل شكرنا الجزيل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على هذه الخطوات الجبارة التي يتبناها لتنظيم المؤتمرات الدولية للوحدة الاسلامية في كل عام.
كما نوه بشعار المؤتمر هذا العام، "التعاون الاسلامي من اجل بلورة القيم المشتركة"، مبينا ان "الموضوع المقترح هو موضوع هام جدا وهو التعاون الإسلامي بين البلدان الإسلامية في رحاب القيم الإسلامية المشتركة وأهمية هذا الموضوع يعود إلى مصیر الأمة والقيم الإسلامية".
ونوه الاستاذ في الحوزة العلمية، الى القيم التي يجتمع عليها جميع المسلمين، من قبيل "العدالة الإجتماعية والمعنوية والإقتدار الإقتصادي والسياسي والثقافي"، وسائر المجالات الحيوية والوحدة الإسلامية بين الأمة والإقتصاد المقاوم والحرية والإستقلال في جميع الجهات السياسية والإقتصادية والثقافية وسائر القيم التي يمكن للإنسان المسلم أن يطالعها ويفهم مغازيها وأصولها وأهدافها استنادا للنصوص الدينية المذكورة في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
واستدل "اية الله حيدري ال كثير" في هذا السياق بقول الباري تعالى في محكم كتابه : [لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ]، مبينا انه في هذه الآية من سورة الحديد يركز القرآن الكريم على قيام الناس جميعا بالقسط والعدل بالمعنى الواسع أي العدالة الإجتماعية والإقتصادية وفي جميع المجالات، وقد جعل ذلك القرآن الكريم من الأهداف الرئيسة لبعثة الأنبياء وإنزال الكتب السماوية.
كما اشار الى قوله سبحانه وتعالى، [وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا]، مؤكدا انه "في هذه الآية ينفي القرآن الكريم أي سلطة تكون على الأمة الإسلامية من قبل الكفار والمعاندين ونفهم الإستقلال التام والجامع والإستقلال السياسي والإقتصادي والثقافي للأمة الإسلامية وهذا الشيء يجب أن تقوم به الأمة وأن تكافح أي سلطة وأي إستبداد وأي إستثمار يفرض عليها".
ونوه الى قوله الباري تعالى، [وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا]، قائلا : هذه الآية الكريمة يدعو القرآن الكريم فيها إلى الاجتماع والاتحاد والوحدة ونبذ الفرقة والخلاف.
 وفي اشارة الى الاية المباركة [وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا]، قال : نفهم منها اهمية المقاومة الإسلامية، ونفهم أيضا لزوم مناصرة الأمة بعضها لبعض من أجل تحرير المستضعفين الذين يعيشون تحت وطأة الظالمين.
وعن قوله سبحانه وتعالى في سورة النساء، [وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً]، اوضح عضو مجلس خبراء القيادة ان القرآن الكريم يأمر الأمة الإسلامية بأن تحافظ على الأموال وعلى الإقتصاد الذي هو قوام الأمة به ويشير إلى الإقتصاد المقاوم وأن يتصدى أهل التخصص وأهل الصلاح لتمرير الشؤون الإقتصادية وأن لا يشغل هذه المناصب الإقتصادية أفراد غير كفوئين وفاقدي الاهلية.
كما اشار الى الحديث النبوي الشريف : "لَا تَکُنْ عَبْدَ غَیْرِکَ وَ قَدْ جَعَلَکَ اللّهُ حُرّاً"، مبينا انه يشير إلى الحرية الأساسية الفطرية التي فطر الناس عليها وبما يلزم على الإنسان أن يحقق حريته، طبعا في اطار الموازين ووفقا للمقررات.
وعن قول النبي صلى الله عليه وآله، "لا فضلَ لعربيٍّ على اعجميٍّ ، ولا لاعجميٍّ على عربيٍّ إلَّا بالتَّقوَى"، اوضح بان الرسول الاعظم ينفي اي تمييز وأي إستغلال وأي تفوق لأي عنصر على عنصر آخر إلا بالتقوى، يعني الكرامة هي التقوى حيث يقول الله عزوجل [إن أكرمكم عند الله أتقاكم].
واستطرد قائلا : هذا المبدا ينفي التمييز العنصري قطعيا
ومضى ال كثير الى القول : يجب على النخب في الدول الاسلامية من أي شريحة ومن أي تيار ومن أي تخصص، أن يقوموا بدورهم حسب تخصصهم وحسب منزلتهم للمشاركة في ترسيخ هذه القيم فكرا وتنظيرا وتطبيقا، وتوجيه الأمة نحو هذه القيم المشتركة.
 واكمل : طبعا إنما هذا يمكن تحقيه من خلال المؤتمرات والإجتماعات المحلية والإقليمية والدولية مثل هذا الإجتماع الذي يقام سنويا في الجمهورية الإسلامية وفي بعض البلدان الإسلامية الأخرى، فهذه المؤتمرات وهذه الحفلات والندوات من مستلزمات قيام النخب والعلماء بواجبهم الرسالي.
وعن دور الحكام والانظمة والدول الذين يمسكون بايدهم مقاليد الأمور ويمتلكون القوة العسكرية والقدرات المالية والقدرة التشريعية والقضائية والتنفيذية، قال العالم الاسلامي الايراني : هؤلاء يجب أن يكرسوا جميع طاقاتهم في رحاب هذه القيم المشتركة الإسلامية، ولو امكن للحكام والعلماء أن يتكافلوا وأن يجتمعوا وأن يتعاونوا بعضهم مع بعض كلهم على حسب مقدرته وعلى حسب منزلته لإيصال الأمة إلى أرقى مراقي العزة والكرامة والتقدم في جميع المجالات الثقافية والسياسية والإقتصادية والدولية وتكون كلمتهم هي العليا التي هي كلمة الله وتكون الأمة الإسلامية نموذجا عمليا ناشطا في جميع المجالات لهداية سائر الأمم البشرية نحو الإسلام الخالد.