الشيخ الدكتور شهرياري : توثيق العلاقات بين الازهر وقم تعطي نتائج مثمرة
قال الامين العالم للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، بان تعزيز العلاقات بين المؤسسة الدينية في قم "الحوزة العلمية" ومؤسسة الازهر الدينية "جامع الازهر" لها تأثير ايجابي ومؤثر في مجال مكافحة التطرف والتكفير على مستوى العالم الاسلامي .
وخلال المؤتمر الافتراضي تحت عنوان " دور المؤسسات العلمية والثقافية في التقريب بين المذاهب الاسلامية" اشار الشيخ الدكتور حميد شهرياري ، الامين العام لمجمع التقريب ، الى ان الاسلام جاء لتحكيم روابط الاخوة بين المسلمين وازالة جميع الفوارق المادية والعشائرية والقومية ، ولترسيخ التعايش السلمي وازالة انواع العصبيات .
ومن ثم تطرق الى تاريخ الازهر في مجال ترسيخ مفهوم التقريب والوحدة الاسلامية حيث كان رائدا في هذا المشروع ، مشيرا الى ان المؤسسات الدينية في كل ايران ومصر وتونس والنجف بامكانها ا تلعب دورا مهما في نشر ثقافة التقريب .
واكد سماحة الامين العام بان افضل السبل لمواجهة الافكار والتصورات المغلوطة عن الاخر ، هو الحوار المباشر والبناء بين المذاهب الاسلامية بعيدا عن التوترات والاحقاد وعلى اساس المعايير المشتركة الانسانية بهدف ازالة كافة الاختلافات بين المذاهب ، مشيرا في هذا السياق الى التجارب القيمة لجامع الازهر الذي اسس مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية في الاربعينات من القرن الماضي خاصة التقريب بين المذهبين السني والشيعي .
ولفت الشيخ شهرياري الى الفتوى التاريخية لشيخ الازهر انذاك اي الامام شلتوت في اعترافه بالمذهب الشيعي كاحد المذاهب الذي يجوز التعبد به ، موضحا ان هذه الفتوى هي من نتائج مساعي مؤسسة التقريب المصرية التي اصدرت فيما بعد اول مجلتها عام 1949 باسم "رسالة الاسلام" واستمرت حتى عام 1972 . ومن ثم اشار الى تأسيس دائرة المعارف الفقهية انذاك للتعريف بالاراء الفقهية للمذاهب الثمانية : الجعفري ، الزيدي ، الاباضي والظاهري اضافة الى المذاهب الاربعة السنية .
ولكن وبعد ان توقف عمل المؤسسة التقريبية في مصر لمدة عدة عقود استعاد نشاطه ، حسب ما جاء في كلمة الشيخ شهرياري ، تحت عنوان "دار التقريب " عام 2006 ، مشيرا الى تصريح الشيخ محمود عاشور في هذا الخصوص والذي قال ان "مسؤولية دار التقريب هو ازالة الحواجز والفوارق بين المسلمين لان الاختلاف بين السنة والشيعة هو اختلاف فقهي ولا يمس العلاقات الاخوية بينهما .
واضاف ان" شيخ الازهر الحالي اي الدكتور احمد الطيب يحمل نفس التصور والراي حول مفهوم وهدف التقريب والذي يؤكد في تصريحاته الى ان الشيعة اخوة لنا في الدين" ، مشيرا الى ان الطيب يعترف بفتوى الراحل شلتوت في خصوص المذهب الشيعي وجواز التعبد به وان الخلاف الموجود يرجع الى بعض الاساءات الى الرموز الدينية للمذاهب .
ومن ثم اشار الشيخ الدكتور شهرياري الى فتوى قائد الثورة الاسلامية حول تحريم الاساءة الى رموز المذهبين الشيعي والسني ، لافاتا الى الرسالة التي بعثها شيخ الازهر الى الامين العام لمجمع التقريب لتثيق العلاقات بين علماء الدين في ايران ومصر .
واكد الامين العام لمجمع التقريب على ضرورة تعزيز العلاقات بين الحوزة العلمية في قم وجامع الازهر لمواجهة تيار التطرف والتشدد والتكفير ولترسيخ ثقافة التقريب ونشره على مستوى العالم الاسلامي ، مشيرا الى بعض مساعي علماء الجور وعملاء الاجنبي لاثارة الفتن والاحقاد والكراهية بين المذهبين السني والشيعي .