الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: يقترح مصالحة تاريخية بين الغرب والعالم الإسلامي
وكالة الأنباء الإسلامية
ذكر البروفيسور إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أن أزمة الرسوم الأخيرة وتداعياتها مازالت مستمرة، واقترح نهجا جديدا لتحقيق السلم والوئام. حيث قال في كلمة له في مؤتمر حول "الإسلاموفوبيا" (كراهية الإسلام)، الذي اختتم أعماله في لندن ونظمته الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بالاشتراك مع ويلتون بارك، وهو مركز مؤتمرات يعمل بتنسيق وثيق مع وزارة الخارجية البريطانية في لندن، قال: "ربما تشكل مداولاتنا هنا خطوة أولى ستكون لها آثار وانعكاسات على عملية صنع القرار وعلى مستقبل التعاون بين مختلف الفاعلين في السياسة الدولية على نحو يساهم في إرساء أسس السلم والتناغم والأمن في العالم".
يشار إلى أن هذا هو المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته منظمة المؤتمر الإسلامي ضمن جهودها للتصدي لكراهية الإسلام تنفيذا لبرنامج عملها العشري لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين الذي صدر عن القمة الاستثنائية الثالثة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي مثلت معلما بارزا في تاريخها والتي عقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005.
وقد افتتح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، المؤتمر الذي عقد تحت عنوان ’التصدي للصور النمطية في أوروبا والعالم الإسلامي: العمل معا من أجل سياسات وشراكات بناءة‘.
وحضر المؤتمر الدكتور كيم هاوليس، وزير الدولة في وزارة الخارجية والكمونولث في المملكة المتحدة.
كما شارك في هذا المؤتمر الدولي، وهو الأول على الإطلاق بشأن موضوع كراهية الإسلام، ممثلون في حكومات الدول الإسلامية والأوروبية وخبراء من منظمات دولية.
وشارك في المؤتمر شخصيات بارزة في مجال السياسة والمجتمع الأكاديمي وأجهزة الإعلام وممثلو منظمات غير حكومية من الغرب والعالم الإسلامي.
ثم تحدث الأمين العام عن زيادة أعمال رهاب الأجانب وجرائم الكراهية والتمييز والتهميش والتصوير النمطي والإساءة التي تستهدف المسلمين ودينهم، التي أصبحت شائعة ومعروفة في الغرب ولاسيما بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر. " بالإضافة إلى أن سياسات الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية في الشرق الأوسط، تعطي التيار المتنامي لكراهية الإسلام دفعة قوية وكذلك للشعور المعادي للغرب في العالم الإسلامي".
كما أكد الأمين العام أن تجاهل هذه المشاكل وفسح الطريق أمام حواجز الجهل والخوف وعدم احترام الآخرين من شأنه أن يسبب فجوة بين الغرب والبلدان الإسلامية. وقال إنه يرى أن ما يحدث ليس صداما بين الديانات والحضارات كما يحاجج البعض. ففي السياق الأوروبي، يجب أن يُنظر إلى الأمر من منظور أوسع للتيار المتصاعد لرهاب الأجانب في أوروبا نتيجة للهجرة المتزايدة والفشل في التوصل إلى تسوية مؤقتة".
وذهب البروفيسور إحسان أوغلى إلى القول بأنه بالرغم من المحاولات المتكررة لإجراء حوار بين الغرب والعالم الإسلامي، فقد كشفت أزمة الرسوم أن ما نحتاجه هو وجود هدف واضح للحوار وتحديد استراتيجية ذلك.
واقترح الأمين العام للمنظمة أن يكون هدف الحوار في المستقبل هو تحقيق مصالحة تاريخية بين الغرب والإسلام. لكنه أكد أن هذه المصالحة لن تتحقق إلا بالانخراط السياسي بين الأطراف ذات المصلحة في عملية الحوار، وبالتزام الإعلام بدعمها.