إمام المركز الاسلامي في ساو باولو: التكفيريون يقتلون المسلمين بنداء الله اكبر
انطلاقاً من شعار المؤتمر الدولي التاسع و العشرين للوحدة الاسلامية " الازمات الراهنة في العالم الاسلامي " ، وددنا في البداية أن نتعرف على وجهة نظره ازاء ابرز التحديات التي تواجه العالم الاسلامي و سبل مواجهتها ، فأجاب سماحته : في الحقيقة الازمات التي تواجه العالم الاسلامي كثيرة و متنوعة ، و آثارها و خيمة على العالم الاسلامي . و لعل ّ ابرز هذه التحديات النهج التكفيري الذي يجتاح العالم الاسلامي . و المأساة الكبرى هي أنهم يدعون الى الاسلام و يزعمون أنهم مسلمون . الحقيقة أنهم يطعنون الاسلام بالاسلام و يقتلون المسلمين باسم الاسلام ، باسم الله اكبر . و هو تحدي لم تشهد الامة الاسلامية مثيلاً له إلا في زمن الخوارج . و بطبيعة الحال هناك تحديات كثيرة أخرى نظير تحديات التدني الاخلاقي في العالم الاسلامي ، و استعظام الشخصية المنحرفة عن الدين و استفحالها في اذهان الكثير من المسلمين .
و حول سبل مواجهة مثل هذه التحديات ، لاسيما التيار التكفيري، يوضح امام المركز الاسلامي في ساوباولو : لابد من مواجهة كل تحدي حسب اختصاصه . لابد من مواجهة هؤلاء التكفيريين بأقوى ما يمتلكون من سلاح . هذا اولاً. و ثانياً ، محاولة توعية الناس بالاسلام الصحيح ، اسلام الرحمة ، اسلام السلام و المودة ، اسلام التقارب و التآلف و التعايش مع الآخر . اسلامنا لا يلغي احد . لابد من توضيح الاسلام و التعريف بصورة الاسلام الناصعة . خاصة في عصرنا الحاضر حيث يتواجد المسلمون في اوروبا و اميركا . ان مسؤولية علماء الاسلام جسيمة ، لابد من فضح حقيقة التكفيريين الذين يشكلون عقبة كأداء امام التعريف بحقيقة الاسلام .
و في هذا السياق سألنا الشيخ الخزرجي عن رؤيته الى رسالة سماحة القائد الامام الخامنئي الى الشباب في الغرب و مدى اهميتها و جدواها في ظل الظروف الراهنة ، فاوضح قائلاً : رسالة السيد القائد ، الأب الروحي للمسلمين ، كان لها وقع ايجابي كبير ، لاسيما و انها تصدر عن انسان خبير و يتمتع بتجربة قيادية فذة . و كما هو واضح أن الرسالة في جوهرها تدعو الشباب الاوروبي للفصل بين الاسلام كدين ، و بين ما يقوم به هؤلاء التكفيريون و تبعاً لذلك الحملات التي تستهدف تشويه الاسلام و التحريض ضده . أن ما يقوم به هؤلاء التكفيريون لا علاقة له بالاسلام و الاسلام منهم براء . و ان رسالة سماحة القائد حاولت التحذير من الحكم على الاسلام من خلال افعال هذه الزمرة التكفيرية المجرمة التي لا تفقه الاسلام اصلاً ، الاسلام الذي هو في الحقيقة منقذ للبشرية و منقذ للعالمين " و ما ارسلناك إلا رحمة للعالمين " . و في ضوء ذلك كان كان لهذه الرسالة وقع كبير في نفوس الشباب و حثهم للتفكير ملياً في معتقداتهم و تصوراتهم حول الاسلام .
و عن رسالة علماء الاسلام في ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف هوية الامة و وحدة العالم الاسلامي ، أوضح الشيخ الخزرجي : الحقيقة اننا نعيش اليوم ظروفاً صعبة للغاية ، لأن الايادي الصهيونية و الايادي الخبيثة للاستكبار العالمي و في طليعتها اميركا ، لا تألوا جهداً في اشغال المسلمين بالمسلمين ، و محاولة تفجير الواقع الاسلامي بأيد اسلامية ، و لهذا ينبغي للمسلمين جميعاً سنة و شيعة و كافة الفرق الاسلامية ، أن يدركوا هذه الحقيقة و ان ييعوا جيداً بأن هؤلاء لا يميزون بين شيعي و سني و اباضي و زيدي . أنهم يستهدفون المسلمين جميعاً كونهم مسلمين . لذا ينبغي للمسلمين أن يكونوا معسكراً واحداً واعياً عاملاً ناشطاً في مواجهة اولئك التكفيريين المجرمين .
و يقول سماحته موضحاً : أن امثال هذه المؤتمرات لا تدعو السني ليصبح شيعياً ، و لا الشيعي لأن يصبح سنّياً ، بل أن يحتفظ كل واحد منَا بهويته . و لكن علينا ان نميز بين هؤلاء التكفيريين . فلابد من اجماع المسلمين ضد هؤلاء التكفيريين ، و قبال الهجمة الشرسة التي تقودها اسرائيل ، التي تقودها الصهيونية و الاستكبار العالمي .
و حول تقييمه لفعاليات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و الى أي مدى نجح في الحد من الاحتقان الطائفي ، يقول امام المركز الاسلامي في ساوباولو : الحقيقة أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية يقوم بدوره مشكوراً ، و ان لهذه المؤتمرات و الفعاليات الأخرى التي يقوم بها مجمع التقريب في العديد من البلدان الاسلامية و في اوروبا ، دور هام في تخفيف غليان الاحقاد الطائفية و الضغينة في اوساط المسلمين .
ويتابع سماحته : في مقابل هذه الهجمة الشرسة التي تصرف عليها مع شديد الأسف اموال نفط المسلمين ، و بتوجيه صهيوني و استكباري ، يحاولون أن يفجروا الداخل الاسلامي . و لهذا فان مسؤولية مجمع التقريب مسؤولية هامة للغاية في تحقيق التقرب و التضامن بين المسلمين . و يجب أن نعلم أن تأثير هذه المؤتمرات لا ينحصر في ايران و إنما تأثيرها كبير في العديد من المناطق ، بما فيه البرازيل و الارجنتين و فنزويلا و في الكثير من المناطق . ايران اليوم تقود بدور عظيم في هذا المجال . و لكن السؤال هو لماذا ايران وحدها التي تقوم بهذا الدور ، لماذا لا تقوم الحواضر الاسلامية الاخرى بدور مماثل يقارب بين المسلمين و يجمع كلمتهم و يوحد صفوفهم و مواقفهم .. أين دور الازهر ، اين دور تونس و الجزائر و البلدان العربية الاخرى . لا شك أن التقريب مهمة الجميع ، و ينبغي للجميع أن ينشط من أجله . لا بد من تعاضد الجهود و تشكيل قوة ضاربة مقابل هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف الاسلام و االمسلمين و لا تستثني احداً . لابد من التصدي لهذا الاسلام المنحرف ، و لهذه الهجمة الصهيونية الشرسة المعادية للاسلام . علينا أن نعي هذه الحقيقة ، و ان مجمعالتقريب قام بهذه المهمة و تفوق فيها الى حد كبير .