توصيات مؤتمر الوسطية الدولي الاول تؤكد ان الوسطية مفهوم اسلامي اصيل
وكالة الأنباء الإسلامية الدولية
اكد المشاركون في المؤتمر الدولي للوسطية الذي اختتم اعماله في البيان الختامي ان الوسطية مفهوم اصيل في الاسلام وسمة بارزة من سمات الامة الاسلامية وهي ليست قيمة عرضية او نتاجا لظرف طارىء.
واجمع المشاركون على ان ما يشهده الاسلام اليوم من تشويه حضاري لصورته هو "بسبب غلو يقع فيه بعض المنتسبين اليه او تقصير يؤدي الى التحلل من ثوابت الدين" داعين الى احياء مفهوم الوسطية وضبط معاييرها وتجلية مستلزماتها فهما وسلوكا.
واكدوا ان "الوسطية تقدم منهجا متوازنا مرتبطا بالزمان والمكان والانسان موصولا بالواقع مشروحا بلغة العصر جامعا بين النقل الصحيح والعقل الصريح محافظا في الأهداف متطورا في الوسائل ثابتا في الكليات مرنا في الجزئيات منفتحا على الحضارات بلا ذوبان".
وشددوا على ان الوسطية هي منهج في فهم الاسلام يقوم على الاقرار بحق الاختلاف المشروع في ظنيات الاحكام وموارد الاجتهاد وفروع المسائل وتحقيق المناط وهو من باب الرحمة والتوسعة والتيسير على الامة ورفع الحرج عنها.
واتفقوا على ان الوسطية ليست مذهبا جديدا يلزم الناس برأي واحد بل هي اعمال لفقه الائتلاف ورعاية لحق الاختلاف المنضبطة باحكامه وادابه.
واكدوا على اعتماد منهج القران والسنة القائمين على اليسر والوضوح في بيان العقيدة وتحريرها من المباحث الكلامية والفلسفية والخلافات التاريخية الى جانب ترسيخ حقائق الايمان بايات الكتاب المسطور والكون المنظور والتركيز على ابراز اثرها على السلوك.
واوصوا بضرورة مراعاة خصوصيات الوجود الاسلامي في اوروبا وما يقتضيه من نظر فقهي يأخذ بعين الاعتبار الاستقرار الذي ال اليه حال المسلمين في الغرب.
واجمعوا على ان من مقتضيات الوسطية ايضا تفعيل فقه الاقليات المسلمة في بلاد الغرب الذي لا يعد فقها مبتدعا انما هو ابراز الاصول والقواعد الفقهية الموجودة في تراثنا الفقهي والاصولي.
واكد المشاركون في المؤتمر الدولي للوسطية في بيانهم الختامي على ضرورة الوحدة بين المسلمين في الاخذ بثوابت دينهم ونبذ الاختلاف المذموم مع التسامح فيما هو خلاف تحتمله ادلة الشريعة وانه لا انكار فيما اختلف فيه اهل العلم.
واتفق المشاركون على تحرير بعض المفاهيم الاسلامية في ضوء مبدأ الوسطية ومنها مفهوم الجهاد الذي يعني في النصوص الاسلامية الثابتة جهاد النفس وجهاد السلوك وجهاد الدعوة وجهاد عمل الخير كما يعني القتال لرد العدوان وفق الشروط والضوابط الشرعية.
واوصوا بالاعتراف بان التعددية والاختلاف بين البشر من سنن الله في خلقه وان الاسلام يدعو الى التعارف والتعاون والتعايش مع احترام الخصوصيات الدينية والثقافية لجميع الشعوب والحضارات.
واوصوا بان الوفاء بمقتضيات المواطنة في اي دولة يقيم فيها المسلم لا يتعارض مع الحفاظ على الهوية الاسلامية وان المسلمين مدعوون للقيام بواجبات المواطنة والمساهمة في حياة المجتمع وخدمة الصالح العام والمساهمة في امن البلاد واستقرارها مع العمل على تفعيل ماتكفله لههم القوانين ومواثيق حقوق الانسان.
واكدوا على مكانة المرأة في الاسرة والمجتمع وان الاسلام بوسطيته الربانية كفل لها حقوقها وقرر مساواتها بالرجل والتكامل في الوظائف بما يحقق التوازن الاسري والسعادة الانسانية.
واوصوا بان الاعلام بتعدد وسائطه وسعة تأثيره في عصرنا الحاضر يحتاج من المسلمين اهتماما كبيرا من حيث الانفتاح على وسائل الاعلام بخطاب اسلامي معاصر قوي المضمون ذو اسلوب جذاب.
واتفقوا على ضرورة انتاج برامج ثقافية واعلامية ودعوية بالتعاون مع المؤسسات الاسلامية القائمة في اوروبا من اجل ترسيخ مبدأ الوسطية بين المسلمين فهما وفقها وممارسة للتعرف بالاسلام وتفعيل جسور التواصل والحوار الحضاري في اطار المجتمعات الاوروبية.