أستاذ حوزوي ايراني : فلسطين هي القضية الأصلیة الرئیسیة في العالم الإسلامي
قال أستاذ الحوزة العلمية في محافظة قم المقدسة (جنوب العاصمة الايرانية طهران) حجة الاسلام محمد حسن زماني : إن قضية فلسطین في العالم المعاصر هي القضية الرئیسیة بالنسبة للعالم الإسلامي.
وفي مقال له خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية، أضاف حجة الاسلام زماني : یجب علی جمیع ابناء الأمة الإسلامیة أن یرکزوا علی هذه المسألة ویتعاونوا من اجل تحرير فلسطین، وشعبها المسلم حتی تزول "إسرائیل" من خریطة العالم.
وتابع : لذلک نری من الواجب علينا أن نراجع القرآن الکریم لنستلهم من آیاته عشرة أصول حول المقاومة والصمود الذي يجسده شعب فلسطین و غزة اليوم.
الأصل الأول : ما هو الدلیل علی وجوب قیام شعب غزة و فلسطین علی هذه المقاومة والصمود والحرب مع أنه یقدم شهداء کثیرين من النساء والأبناء والأطفال والرجال؛ متسائلا : ماذا هو الدلیل علی وجوب القیام بهذا الأمر؟ فنقول هناك ثلاثة أدلة، أولاً : لأن أرض فلسطین قطعة من الأراضي الإسلامیة فإذا غُصِب جزء منها یجب علی جمیع الأمة أن یبادروا إلی الدفاع واسترداد هذه الأرض من أیدی الأعداء. ثانیاً إن فلسطین هي القبلة الأولی للأمة الإسلامیة، والدلیل الثالث هو ان القرآن الکریم قد أذن و أمرَ بالدفاع والجهاد، فقال الله عز وجل : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}(حج/39).
إن الشعب الفلسطیني، هو شعبٌ مظلوم ومناضل، یقاتل أعدائه الصهیونیة، وهذا الإذن الالهي يشكل بادرة أخری على الأمر بالقتال ووجوبه.
لذلک شعب فلسطین وغزة سمح له من قِبَل الله تبارک وتعالی علی الدفاع والجهاد والانتفاضة والإستشهاد.
طبعاً یجب أن یعلم هذا الشعب الابي ویعلم جمیع شعوب الأمة الإسلامیة، {إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}(حج/39)، فلا يیأسوا من روح الله وليعلموا أن الله مع المحسنین ومع الصابرین.
واستطرد هذا الاستاذ الحوزوي : ان الأصل الثاني يعود الى الواجب الذي يثقل عاتق الشعب الفلسطیني، من منظور القرآن الکریم، الذي يامر بطرد الصهاینة الذین أَخرجوا الفلسطینیین و شعب غزة من ديارهم؛ لأن الباري عز وجل صرّح بهذا في القرآن الکریم، فقال عز من قائلا في سورة البقرة آیة 191: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ }.
وحول الأصل الثالث، تساءل حجة الاسلام زماني : ما هو الواجب علی بقیة الشعوب الإسلامیة غیر الفلسطینیین؟ وما هو واجب شعب إیران وشعب مصر وشعب عراق وشعب الیمن وشعب أردن وبقیة الشعوب الإسلامیة بهذا الشان؟ نظرا الى ان الصهاینة لم يهاجموا تلک الشعوب مباشرة، فما الدلیل علی القیام بذلك؟!
وقال : نقول في هذا الخصوص، اولا : إن الله تبارک وتعالی صرح في سورة النساء، آیة خمسة و سبعین :{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}؛ متابعا ان "هذه الآیة تشير الى ان الله تبارک وتعالی أوجب علی جمیع الأمة الإسلامیة أن یدافعوا ویقاتلوا للدفاع عن هذا الشعب المظلوم، فهم الْمُسْتَضْعَفونَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ؛ ولیس لهم ذنبٌ إلا أن یقولوا ربّنا الله.
وتابع حجة الاسلام زماني : بالنسبة إلی الأصل الرابع فإن النبي صلی الله علیه وآله سلم قال : [من سمع رجلاً ینادي یا لَلمسلمین ولم یجبه فلیس بمسلم]؛ اي إذا الأمة الإسلامیة سمعت رجلا واحدا یقول "یا للمسلمین" ولم تجبه الأمة فلیسوا بمسلم، فکیف بالنسبة لسبعةُ ملایین من ابناء الشعب الفلسطیني الذین أخرجوا من دیارهم؟ وأکثر من عشرة ملایین من هؤلاء الملسمین ینادون یا للمسلمین فمن لم یُجبهم في العالم المعاصر من الأمة الإسلامیة فليس بمسلم.
واعتبر رجل الدين الايراني : ان هذه الشعوب الإسلامیة لأکثر من سبعة وخمسین دولة یدعون للإسلام، لكن أمراء وحکماء تلك الدول الإسلامیة الذين لم یلبوا نداء الشعب الفلسطیني فهم ليسلوا بمسلمین، وفقا لصریح حديث النبي الأکرم (ص)؛ فکیف یدعي هؤلاء الأمراء والحکام والرؤساء والسلاطین أنهم مسلمون وکیف تدعي هذه الشعوب أنها مسلمة، وهي لا تجیب لتلك الصرخات التي تصدح بها حناجر الأطفال والنساء والامهات في فلسطين وغزة؟!
وحول الأصل الخامس من الايات القرانية، تساءل أستاذ الحوزة العلمية في قم المقدسة : ما هو الواجب الملقى على عاتق الذین أُخرجوا من دیارهم؟ والجواب هو في السورة الحج آیة 40، التي يمكن الفهم منها ايضا بان الله تبارک وتعالی أَذِن للشعب الفلسطیني الذي شرد من دياره بالانتفاضة والدفاع عن حقه، {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ}، هذه الآیة دلت بشكل صريح علی الاذن لجمیع الذین أخرجوا من دیارهم بغیر حق على مرّ التأریخ الإسلامي، بمن فيهم ابناء الشعب الفلسطيني المظلوم، ان يقاتلوا من اجل استعادة حقهم المسلوب.
كما اشار الى واجب الدول والشعوب الإسلامیة فيما يخض تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطین ومقاومت، قائلا : نری في القرآن الکریم أن الله تبارک تعالی أوجب علی الدول الإسلامیة أن تتصرف بما أفاء الله علیهم من بیت المال وتوظيف تلك الأموال في مجال الدفاع عن الذین أُخرجوا من دیارهم؛ وقال الله سبحان وتعالى في سورة الحشر - الآیة السابعة والثامنة: {ومَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ } (الحشر/7) حتی یصل إلی هذه الکلمة : {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحشر/ 8)، مردفا "فالواجب علی جمیع الدول الإسلامیة تقديم الدعم المالی للصمود وللمقاومة الفلسطینیة".