وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 439/
يكونوا خيراً منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خبراً منهن. . . " (آية 10 و11)، وخطبهم في سورة محمد بقوله تعالى "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم" (آية 22)، ومن هذا يتضح أن سماحة الإسلام للتعابير العصرية، لم تكن مقتصره على تعامل المسلمين مع غيرهم من الأديان الأخرى بل تعنى قبل ذلك تعاملهم مع إخوانهم في الدين "رحماء بينهم". وأىّ رحمة فيما بيننا أن يتصلب كل من المسلمين في رأيه ويرمى مخالفيه في الرأى من أهل القبلة بما يترقع عن أن يرمى بمثله مخالفيه من أهل الملل الأخرى.
وفي وجه 118 يقول:
وخدم المأمون فكرته السياسية بشتى الوسائل متذرعأ بالغايات المختلفات فأعلن أن علياً رضى الله عنه أشرف الخلق بعد النبى (صلى الله عليه وسلم). وبنيت على هذا الإعليان نظرية الإمامية أو الزعامة الدينية وهي التي تنقل من عضو إلى عضو من بيت على. وقد شاء بذلك أن يدخل إلى القلوب التي عارضته في منهجه السياسى ويصل إلى مراتب الشهداء والصديقين. ويشغل التاريخ به بوصفه إماماً دينيا بجانب مركزه خليفة للمسلمين. ومهدت ميوله الفارسية ـ وكانت أمه وزوجه فارسيتين ـ أسباب الإسراف في المغالاة في الشئون العامة والخاصة، وكان المأمون طامعاً في أن تخلع عليه صفات تميزه عن غيره ممن سبقه من خلفاء المسلمين.
وذهب المأمون إلى تلقين الناس جديداً في أمر دينهم. وذلك أن المصالح المرسلة للمسلمين مصالح تتسع بها المجالات وليس لها سند في القرآن ولا في الحديث. وعلى هذا فإن هناك مصادر يمكن الاسترشاد بها في مسائل الدين غير القرآن والحديث. فكان يفسر القرآن بغير لفظه حتى أمكنه بهذا التفسير تذليل كثير من العقبات التي كانت تعترض آراءه السياسية وأطماعه الدينية، من ذلك أباحته شرب الخمر وزواج المتعة.