وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 437/
الخبر هشاما فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله. فأخرجه خالد من الحبس في وثاقه، فلما صلى العيد يوم الأضحى قال في آخر خطبته: انصرفوا وضحوا يقبل الله منكم فإنى أريد أن أضحى اليوم بجعد بن درهم، فإنه يقول: ما كلم الله عما يقول جعد علوا كبيرا. ثم نزل وذبحه".
ولم يكتف بذكر الحادثة بل علق عليها بقوله:
"وتدل هذه الرواية على أن بدعة خلق القرآن قد نبتت في العصر الأموى، غير أنها قوبلت من الخليفة هشام بن عبد الملك يحزم وشدة، فأطاحت البدعة برأس صاحبها ولم تجد التربة الصالحة التي تنبت فيها في ذلك الحين. . وبهذا صان هشام العقيدة إذ كان يخشى على الأمة من الفتنة إذا تراخت الدولة في وقف مثل هذا الرأى".
ومن مقارنة تعليق المؤلف هذا بما نقلناه آنفا من قوله: "وهكذا أراد الإسلام الحياة للناس لتسير في مجراها الطبيعى لأنه لا يخشى على عقيدته من مناقشة أو حرية الدرس والبحث، ويرى الأصول التي قام عليها أقوى وأرسخ من أن تعصف بها الآراء والأفكار المعارضة".
ومن هذه المقارنة يتضح أن ـ المنهج العلمى الذي أخذ به المؤلف في ابراز فكرة التعايش كان يقتضية عند ذكره مصير جعد; التعليق على الحادثة بما يظهره بمظهر المستنكر لأسلوب المعاملة فيها ليكون منسجما مع نفسه في الغاية التي يتوخاها من الكتاب وخاصة في حكمه الآنف الذكر: "والجاهل الأحمق لا يستطيع أن يرد على الرأى المعارض بالتي هي أحسن، بل إنه يرده بعنف وغلظة وهما أمران نهى عنهما الدين" أجل كان منهاجه في الكتاب بقتضيه التعليق، مثلا، على غرار ما قاله سيد قطب في مثل الحادثة ذاتها بأنها: "في الغالب كانت تتلبس بها حالات سياسية وتمكن خلفها نزعات حزبية، وهي على وجه العموم ليست طابعا بارزا ـ للحياة الإسلامية وقد جاءت على أيدى أناس