وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 436/
للمنادمة والمسامرة. وإنما كانت أكاديمة فكرية تثار فيها المسائل الدقيقة وتعرض مشاكل الفكر الشائكة ويدور فيها الحديث في حرية تامة ومطلقة. وكل عضو فيها يتحدث بما لديده من وجوه القول دون خوف أو مجاملة. ولم تكن الخصومة فيها خصومة تعصب لجنس أو لملة أو دين. وإنما خصومة علمية بحتة رائدها الوصوا إلى الحقيقة. . . وما كان أحدهم يخشى أن يضار بسبب رأى ارتآه أو عقيدة آمن بها أو دين اعتنقه أو مذهب فكرى آثره على غيره من المذاهب. . إلى قوله: ونتبين من هذا أن الإسلام دين لا يعرف التعصب وإنما يقوم على التسامح وإفساح المجال للحريات والعقائد وطرائق العبادات. . . وهكذا أراد الإسلام الحياة للناس لتسير في مجراها الطبيعى، لأنه لا يخشى على عقيدته من مناقشة أو حرية الدرس والبحث، ويرى الأصول التي قام عليها أقوى وأرسخ من أن تعصف بها الآراء والأفكار المعارضة. وإذا كانت البشرية قد منيت في سنوات التأخر والانحطاط بما يسىء إلى هذا الوعاء الرائع فليس مرده الدين، ولكنه يرجع إلى فريق من الناس الذين لا يتعمقون المسائل، وإنما تأخذهم المظاهر السطحية، أو لأن الذين يدلون بدلوهم في هذا من الحمقى الجاهلين الأحمق لا يستطيع أن يرد على الرأى المعارض بالتي هي أحسن بل إنه يرده بعنف وغلظة وهما أران نهى عنهما الدين".
بمثل هذا العرض الواضح يبرز الأستاذ العزب فكرة "التعايش الدين" في الإسلام فيجى ويصيب الهدف. وليته استمر في التزام هذه الخطة الرشيدة في العرض ولم يجنح عنها جنوحاً كاد يذهب بروعة عرضه السابق. فقد نقل في بحث "مجادلات نظرية" في الكتاب صفحة 117، قول ابن الأثير في تاريخه عن هشام بن عبدالملك مانصه:
". . . إن الجعد بن درهم قد أظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام، فأخذه وأرسله إلى خالد القسرى، وهو أمير العراق، وأمره بقتله. فحبسه خالد ولم يقتله، فبلغ