وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 350/
كما علمه الله، فليكتب، وليملل الذي عليه الحق، وليتق الله ربه، ولا يبخس منه شيئا، فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو، فليملل وليه بالعدل)) ثم يقول في ثمرة هذه الأوامر التي تتلاقى كلها عند العدل وطلبه: ((ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا)).
وهكذا عرض القرآن للعدل في كثير من الجزئيات، وحث عليه بأساليب مختلفة حتى وصل به إلى أن جعله الغاية من إرسال الرسل إلى الخلق، وإنزال الكتب عليهم:
((لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)).
ثم لا يقف عند هذا الحد، وهو: ((ليقوم الناس بالقسط)) بل يوحى بأن القسط مطلوب ويجب العمل على إقراره وتعميمه ولو أدى ذلك إلى استعمال القوة واتخاد الحديد آلةللسير بالناس في طريق العدالةو المساواة، وانظر قوله بعد ذلك:
((وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز)) وإذن، فالعدل هو الطريق الذي يطلبه الله في نصرته ونصرة رسله وتحقيق حكمته في إرسال الرسل، وإنزال الكتب، ومعنى هذا أن العدل في نظر القرآن - كما هو الواقع المحس - عماد الخير والصلاح- وعماد النظام وتمام الملك والسلطان؛ فلا نظام إلا بالعدل، ولا أمانة إلا بالعدل، ولا شرائع إلا بالعدل، ولا حكمة ولا رحمة إلا بالعدل؛ فالعدل هو غاية الغايات، وهو الأساس أو العماد الذي شاد الله عليه الكون، ليس في الإنسان مع الإنسان فقط، وإنما في الإنسان مع نفسه، وفي الإنسان مع ربه، وفي الإنسان مع أسرته، وفي الإنسان مع أمته، وفي الإنسان مع بشريته، وفي الإنسان مع كل ما في الكون من جماد، ونبات، وحيوان.
هذه هي مكانة العدل في الإسلام، وكثيرا ما حكى القرآن عن مصير الأمم التي حرمت من إدراك معني العدل، وتفشى فيها الظلم حتى أدركها الفناء.
أما قوله تعالى: ((ولو كان ذا قربى)) فهو أخذ بالإنسان عما جرت به عادته من التأثر بصلات القربى في المحاباة للأقرباء، والظلم لغيرهم.