وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 257/
عبر يوسف بن تاشفين بجيشه من سبتة، وما كادت السفن تنشر قلاعها حتى صعد يوسف إلى مقدم سفينته وبسط ذراعيه نحو السماء ودعا ربه قائلا: اللهم إن كنت تعلم أن في جوازي هذا خيراً وصلاحا للمسلمين فسهل على جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه ".
وتقول الروايات إن البحر ما لبث أن هدأ وسارت السفن في ريح طيبة حتى عبر يوسف إلى شاطئ الأندلس، وليس يعنينا إلا هذا الدعاء الذي دعا به يوسف والذي يدل على قوة الايمان، وعلى أنه كان خالص النية في نجدة المسلمين، وأنه كان لا يريد مالا ولا ملكا جديدا، وإنما حفزته هذه العقيدة الإسلامية الراسخة " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ".
بينما المسلمون في الأندلس قد ملأ قلوبهم الرعب من مهاجمة الفونسو لحصونهم وتوقعهم النكبة، وإذا بجيش المرابطين يهبط الأندلس كما تهبط العافية على جسد السقيم، ويأخذ يوسف في ترتيب الجيوش، ويأمر الجيوش الأندلسية بأن تأخذ مواقعها ويرحل هو بجيشه حتى ينزل بسهل يسمى الزلاقة على قيد بضعة أميال من بطليوس.
وكان الفونسو قد جمع جموعه واصطلح مع ملوك النصارى الآخرين وعاونته جنود من جنوب فرنسا، وتقابل الجيشان في هذا الموضع، وكان كلاهما يقدر بمائة وثمانين ألف مقاتل.
وقد أرسل يوسف إلى الفوسنو يخيره بين الإسلام أو الجزية أو القتال، فأرسل إليه يخبره أن اليوم الخميس وغداً الجمعة وهو عيدكم، وبعد غد السبت وهو عيد اليهود، وبعده الأحد وهو عيد النصارى، والموعد يوم الاثنين، ولكن المعتمد بن عباد كان يعلم غدر الفونسو فأخذ الحيطة ولم يستنم إلى هذا الوعد، وإذا بجيش الفونسو يهاجم في صبيحة يوم الجمعة، فلم يباغتهم ولم يأخذهم على غرة، والتحم الجيشان، وكان يوسف قد ألقى بعشرة آلاف فارس من جيشه