وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 256/
تاريخهم الطويل، ولما كانت قواهم مجتمعة لا تكفي لرد النصارى فقد اتفقت كلمتهم على أن يستعينوا بالمرابطين ملوك إفريقية، وأن يستنجدوا بإخوانهم المسلمين فكتبوا كتاباً ووقعوه إلى ملك المرابطين يوسف بن تاشفين، وقد ذكروا فيه أن انهيار سلطان المسلمين في الأندلس لا يرجع إلا إلى تفرقهم وتخاذلهم، وأنه بينا يقوى النصارى بالاتحاد وينتزعون أراضي المسلمين ومعاقلهم بالعنف والخديعة، وبالوعيد والوعد، وبالسيف والإقناع، إذ بقوى المسلمين تنضب يوما بعد يوم وقد غصت المساجد بالقساوسة من أعداء الدين، ونشرت الطلبان فوق المنائر التي كان يؤذن فيها من قبل، وأخذت النواقيس تقرع بالقداس بعد أن كان يدعى للصلاة ويختتمون كتابهم بقولهم: إن يوسف قد غدا، معقد الآمال، وإنهم يعتقدون أن الله قد اصطفاه لإنقاذ الإسلام.
وصل الكتاب إلى زعيم المرابطين، وكان مؤمنا قوي الايمان، وكان محنكا قد حنكته السنون، ووعظته التجارب فحفزه إيمانه، إلى نجدة إخوانه المؤمنين وحملته تجاربه إلى أن ينظر في العواقب، والى أن يأخذ بالثقة لجيشه الذي سيرمي به إلى جزيرة الأندلس، فطلب من أمير إشبيلية أن يعطيه حصن الجزيرة ليضع فيه حامية مخلصة لتكون ملجأ له إذا هزم، ويكون على اتصال دائم بملكه في إفريقية، فتردد في ذلك المعتمد بن عباد، ولكن حدث في أثناء ذلك أن الفونس أرسل إلى المعتمد يطلب الجزية كعادته، وأرسل يهودياً ينقدها فيرد الزائف ويأخذ الصحيح، وقد اشتط اليهودي فرد على المعتمد بعض ما أداه بحجة أنه زائف فلجأ إلى السفير، فقال: أعط بدلها سفنا تجري في البحر، فاستشاط المعتمد غضبا وقتل اليهودي والسفير وثلاثمائة كانوا معه، ثم ندم على فعلته، ورأي أن الفونس لابد منتقم منه فعجل بتسليم الحصن إلى يوسف بن تاشفين، وكان ابنه يعارضه في الالتجاء إلى المرابطين ويخوفه العاقبة، فقال له يا بني: إني لاوثر أن أرعى الجمال عند يوسف بن تاشفين على أن أرعى الخنازير عند الفونسو، ثم أرسل إلى ابن تاشفين بالموافقة على تسليم حصن الجزيرة، وفي شهر ربيع الآخر سنة 479 من الهجرة