وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 258/
في المعركة بقيادة قائده الشجاع داود بن عائشة، ورابط بسائر جيشه خلف ربوة فلم يعلم به الفونسو وظن أنه قد خاض المعركة مع قوى الأعداء جميعها، فبذل أقصى وسعه، وثبت له المعتمد بن عباد مع جيشه وأبلى بلاء حسنا، وقد راع الأمراء الأندلسيين منظر جيوش النصارى وهم في دروعهم الحديدية ينقضون بسيوفهم كالبرق الخاطف فلاذوا بالفرار، وثبت المعتمد وجيش المرابطين بقيادة ابن عائشة حتى حمى القتل وكثرت جيوش النصارى، فانهزم المعتمد بجيشه وتبعه الفونسو وأيقن بالنصر فبذل أقصى جهده.
وفي هذه الآونة الحاسمة ألقى يوسف ببقية جيش المرابطين في المعركة فانقضت على معسكر الفونس وأحدقت به وفتكت بجميع حراسه واستولت على جميع ما فيه من نفائس، وأحرقت الخيام والمتاع، وبينما الفونسو يطارد المنهزمين وإذا به يقع على حرسه منهزما، فلما أخبروه الخبر ترك مطاردة الأندلسيين وارتد من فوره لينقذ عسكره، ولكن يوسف انقض في جيشه المظفر على النصارى، وكان يشجع المجاهدين بقوله وفعله، فكان يقول: " يا معشر المسلمين اصبروا لقتال أعداء الله الكافرين، ومن رزق منكم الشهادة فله الجنة، ومن سلم فقد فاز بالأجر العظيم والغنيمة ".
وقد كان في مقدمة الصفوف يخوض المعركة بنفسه حتى نفق تحته ثلاث أفراس، وقاتل المرابطون في ذلك اليوم قتال من لا يخافون الموت ومن يريدون الاستشهاد كذلك قاتل النصارى قتال اليائس حتى سقطت عشرات الألوف قتلى، وغمر الدم ساحة الحرب، ثم بدت طلائع النصر عند دخول الليل فركن الفونسو مع خمسمائة فارس من جيشه إلى الفرار، أما باقي الجيش فقد حصده الموت حصدا، وتقدره الروايات بمائة وثمانين ألفاً من القتلى.
هذه هي موقعة الزلاقة، وكانت في الثاني عشر من شهر رجب سنة 479 هـ، وقد أزاحت كابوس الموت عن المسلمين، وأخرت سقوط الأندلس أربعمائة سنة،