وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 46/
حتى يمنعوا تسرب العقيدة إلى شعوبهم ولم يكتفوا بذلك بل خاصموه وناوشوه وأخذوا في الاعتداء على بلاده حتى يخنقوا هذا الدين في مهده، فكان لزاماً على الرسول ـ ودينه دين عالمى كما أسلفنا ـ أن يمنع الاذى، وأن يخير غير
المسلمين في أحد أمور ثلاثة: اما اعتناق الإسلام فتكون لهم الحرية الكاملة والاستقلال الكامل، واما دفع جزية مع بقائهم على دينهم فيصبحون في أمن وسلام، والجزية ليست سوى نفقات تحمّل المسلمين الدفاع عنهم وصد أي عدوان على بلادهم، فإن لم يكن هذا ولا ذاك كانت الحرب، وهي حرب لا مناص منها بسبب تعدد الحوادث والاعتداءات من دولتين كانتا متاخمتين لبلاد العرب، وهما: دولة الرومان الشرقية المعبر عنها بدولة الروم، ودولة الفرس، وقد كانتا منغمستين في المظالم والاستبداد والاسترقاق والفوضي، وكانتا مع ذلك تبغيان القضاء على العقيدة الإسلامية والشر لايطيق بقاء الخير بجواره.
هكذا كانت أسباب الحروب الإسلامية الأولى في عهد تطبيق قواعد الإسلام تطبيقا صحيحاً فلم تكن الحروب غزواً أو طمعاً في ملك أو سلطان، وانما هي رسالة لعقيدة يجب أن تسود العالم بالحسنى والموعظة الحسنة.
* * *
ولنرجع بعد ذلك إلى النقطة الثانية وهي الرق في الإسلام، فتقول ان الدين الإسلامي يمنع بصفة قاطمة النخاسة والاسترقاق بالمعني الذي يفهمه الناس سواء في العصور القديمة أو الحديثة، الإسلام يمنع بتاتا اصطياد الزنوج أو غيرهم على النحو الذي درج عليه الناس قديماً وحديثاً، فلا يعمل ما عمله اليونان والرومان وغيرهم، ولا يجيز ما عملته وتعمله الأمم الحديثة المستعمرة.
لا يجيز الإسلام استرقاق أي انسان عن هذا الطريق، مهما يكن لونه ومهما تكن عقيدته مسلما كان أو غير مسلم، فالحرية مكفولة للجميع، وحرية الاديان للجميع. بشرط عدم محاربة الدعوة إلى الإسلام. وانما يبيح الإسلام الرق في حالة واحدة: في حالة حرب عدوانية من عدو بعد انذاره بقيام الحرب ضده