وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 44/
و ظلم، حتى أتت الحكومات المتحضرة، ويكفيك أن تعلم أنه صدر في فرنسا سنة 1658 م قانون يدعى بالقانون الاسود يبيح الرق واصطياد الزنوج، واستمر هذا القانون إلى سنة 1848 م، ثم كانت انجلترا تبيح الاسترقاق أيضا، ولطالما أخذ الزنوج من مساكنهم ومن أحضان أمهاتهم، ليكونوا أرقاء مستعبدين ينقلونهم من بلادهم إلى المستعمرات
النائية، وأهمها المستعمرات الامريكية الشمالية والجنوبية، ودليلنا ما نراه الان في الامريكيتين من هذا العدد الوفير من الزنوج الذين أخذوا من افريقيا واستوطنوا الأمر يكيتين قهرا وظلما، واستمر الاسترقاق الانجليزى يفعل ما يشاء حتى القرن التاسع عشر، وبحسبي أن أرجع القارىء إلى ما سطرته دائرة المعارف البريطانية ودائرة المعارف الفرنسية تحت باب الاسترقاق.
ثم استمر هذا النوع من الاسترقاق تحت ستار المدنية الحديثة فيما نراه أمام أعينا الان في المستعمرات البريطانية والفرنسية، وفي معاملة الملونين في أمريكا وافريقيا الجنوبية: تردد الصحف صداها في أياما الحاضرة، عهد المدنية وحضارة القرن العشرين.
الرق في الإسلام:
اتي الإسلام في أوائل القرن السابع الميلادى، وحول جزيرة العرب أمم قد انغمست في الغزو والفتح والاسترقاق، وكانت بلاد الحجاز كغيرها من أشد بلاد العالم ظلما وقسوة وجهالة، جعلت الغزو والاسترقاق ديدنها والرقيق أساس عمرآنها في فلاحة الارض والاعمال الشاقة، وكان السادة يعاملون الارقاء كما كان سادة البلاد المحيطة بهم يعاملون رقيقهم. وأصبح الاسترقاق جزءاً من حياتهم.
أتي الإسلام قائما على رسالة النبي وحده، ثم التف حوله نفر قليل مهدد بالتعذيب والقتل، وكان على النبي أن ينشر رسالته والخوف يحيط بأتباعه من كل جانب، وما كان له إلا أن ينشر وحدانية الله حتى يقلع المشركون عن عبادة الاوثان، وتلك رسالة روحية قائمة على العقل وحسن التقدير، وما كان في مقدوره أن يصادمهم فيناهم عما درجوا عليه وتغلغل في نفوسهم ويحملهم على أن يتركوا عبيدهم ويتركوا