وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 43/
و لقد وصل الأمر في شرائع بعض الامم مثل بلاد الرومان، إلى حد أن قوانينها تجعل للدائن الحق في حبس مدينه الحر
و اسقاط حريته اذا لم يدفع الدين المطلوب منه، وأن يسخّر هذا الحر المدين في خدمة دائنه حتى يستوفي دينه.
و لم تمنع شريعة اليهود حق الفتح والاسترقاق، بل قتل الأمم التي لم تعلن خضوعها رجالا ونساء وأطفالا، وأباحت نظم اليهود تخريب البلاد التي لا ترضى بحكمهم، وأخذهم أسرى أو قتلهم. واذا أردت زيادة الايضاح فعليك أن ترجع إلى الاصحاح العشرين من سفر التثنية، وإلى الاصحاح الحادى والعشرين من سفر الخروج، وإلى كتاب مدينة العرب للعالم الكبير جوستاف لوبون، وكتاب الرق في الإسلام للمرحوم أحمد شفيق باشا.
أما الدين المسيحي فانه وقد ظهر في فلسطين وكانت تحت سيطرة الدولة الرومانية، وكانت لها شرائع وقوانين، فانه لم يتعرض لنظم الحكم، وكان سيدنا عيسي (عليه السلام) يهدف في كل أقواله وعظاته إلى تطهير النفس والحث على مكارم الأخلاق، وكان على أتباعه أن يدعو ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فكان سيدنا عيسي (عليه السلام) ينادى بقاعدته الذهبية الواردة في الكتاب المقدس (ماذا يستفيد الانسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه) كل هذا وغيره من وصايا السيد المسبح يدلنا على أن الادارة ونظام الحكم كانا متروكين لحكومة الرومان وقيصرها، وأن الدين المسيحي يرمي إلى تطهير النفوس من أدران الشر. دون تعرض للتفاصيل.
لكن أتباعه قد نحوا نحواً آخر، فلم تقم طائفة مسيحية تحرم الاسترقاق، ولم نعثر في كلام القديسين بولس وبطرس وتوما على ما يحول دون الاسترقاق، بل كان بعضهم يوصي الرقيق بطاعة سيده. انظر هنا أيضا كتاب جوستاف لوبون في مدينة العرب، وبالجمله كان دين السيد المسيح يوصي بالزهد والرحمة والاخوة والمحبة، ولم يتعرض لاكثر من هذا.
انتهت العصور القديمة كما انتهت العصور الوسطي بما فيها من بطش وقسوة