وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 310/
إلى خلعهم وإزالتهم سبيلا، فيميتوهم فقراً ومذلة وهوانا؟ ما رأيت طيشاً كطيش هؤلاء السفهاء! ولا يرى طيش كطيشهم يفسد على صاحبه آلة العيش بله عفة النفس وباحة الضمير!
فقال له ياسر: أراك منذ اليوم تكبر على سنك، وتسمو فوق شأنك، أتسوق إلى هذا الحديث من نفسك؟ أن ألقي به
إليك ملق أراد بك شراً؟
قال عمار: لم يلق إلى بهذا الحديث إلا عيني المبصرة، وأذني السامعة، نقلناه إلى نفسي، ثم لم تنقله نفسي إلى أحد قبلك، ولم تنقله إليك إلا هذه الساعة، وإن كنت لاعلم أن نفراً من الصعاليك أمثالي ليئنون أنيني، ويشكون شكواى. أترى تقر أعين الناس وتطيب نفوسهم بما تنكر الاعين والانفس، من استرقاق الرقيق، واستضعاف الضعيف، وامتصاص الجهود باسم آلهة هي أشد رقا من الرقيق، وأعظم ضعفاً من الضعفاء؟
فقال له أبوه: قد أعلم ما تعلم يا بني، وأوقن بما توقن، وأزيد فاسمي لك نفراً من العبيد والاحلاف وبعض أبناء البيوت يشوكهم ما يشوكك، ولكن أكنم؟؟؟ هذا في نفسك، ولا تجاوزة إلى أحد ممن في هذا الوادى، إن يذع عنك هذا النقديُثر عليك وعلى شراً لا نقدر علىّ دفعه، ولا نقوى على تحمله، وتعلم ـ يا بني ـ أن لهذا (البيت) ربا يحميه، ويكشف عنه كل ضر، أنت لم تكن يوم (الفيل) فقد كنت رضيعاً، وقد كنت أنا وشهدت يومه فيمن شهده، ورأيت كما رأي الناس عجبا، رأيت سيد قريش: عبدالمطلب بن هاشم، يأمر أهل مكة أن يخلوا بين (أبرهة) الحبشي وبين (البيت) ولم يكن له ولا لقريش قبل بلقاء جيشه الجرار المنظم، ورأيته مطمئناً يذيع الطمأنينة في أهل مكة، ويعدهم النصر دون قتال، وكنت يائسا ـ ولا أكتمك ـ في مكة مع اليائسين، شاكا بوعد عبدالمطلب مع الشاكين، ولكنى رأيت بأم عين هذه جيش (أبرهة) ممزقا شر تمزيق، منكلا به شر تنكيل، فما كاد يوعر الحبشي إلى جيشه بالهجوم، حتى غام الجو واضطرب، وأخذه مخاض شديد، ثم أقبلت من مجاهله سحب من طير صغار تحمل في مناقيرها وأرجلها حصى صغارا، ثم ترمي الجيش المعتدى من