وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 311/
حصاها بوباء، فلا ترمي إحداهن الحصاة الصغيرة على رجل إلا خرقته ونشرت فيه دائين من حصبة وجدرى، وما هي غير ساعة حتى انكشف العدو مقطعاً وانتصر (البيت) موفوراً، وجعلت الطير مشكورة، ونزلت السماء تغسل بقايا الوباء. ومنذ ذلك اليوم تعلمت أشياء نافعة كثيرة، تعلمت الايمان برب البيت الذي يعبده عبدالمطلب، لابهؤلاء
الارباب الذين تعبدهم عامة قريش، وتعلمت أن إيمان المؤمن المستضعف أقوى من قوة الظالم المتعجرف. وتعلمت ألا أزيد بانتصارى للحق على طاقتي، ولا أعدو فيه طورى، نازلا عن قيادته لاصحاب القيادة وأكفائها، كما نزل عبدالمطلب لربه عن حماية (البيت) فيما أعجزه من حمايته، دع هذا الأمر ـ يا بني ـ لاصحابه، فأنت بالقياس إلى هؤلاء السفهاء أضعف من عبدالمطلب بالقياس إلى جيش ابرهة، وبنو عبدالمطلب في حرصهم عى قداسة (البيت) وأمن بلدهم وقدرتهم على الاخذ بأعراف هؤلاء السفهاء، حيث لا تقاس إلا بأحد غلمانهم، فدع لهم أو لواحد منهم أن يتحدث بهذا الأمر ويفشيه بين الناس، فانه إن يفعل لا يجد أحد في مكة إليه سبيلا، وعساه إن فعل أن يبلغ من تأديب هؤلاء السفهاء ما يرضيك ويرضيني ويرضيه، وسواء أبلغ من تأديبهم ا لحاجة أم لم يبلغها، فهو من حاليه في حصن من الاذى، وفي قمة من طاعة الناس لأمره، وأصغائهم إلى قوله، أما نحن ـ يا بنى ـ فليس لنا من الأمر غير الرضوخ والصبر، فان أبينا سلخوا جلودنا كما تسلخ الشياه، ثم لا ينتطح في محنتنا عنزان، وليتنا إذا نسلخ نبلغ الحاجة من تعميم الخير، وإفشاء العدل، إذن يكون ثمننا مغريا، ولكننا لن نجد إذ نحدث الناس بهذه الأُمور غير الاسخفاف والسخرية ولن نجد إذ نضحي غير اللوم والتقريع من جزاء. ألا تعليم يا بني أن التحدث بأمور العامة في نظام كنظامنا الحاضر وقف على القوياء من السادة والقادة والاشراف والنبلاء، وأنه محرم علينا نحن الضعفاء من الارقاء والحلفاء والصعاليك والدهماء.
و آخر ما أوصيك به أمران: أن تؤمن برب هذا (البيت) من إله عبدالمطلب لا آلهة قومه. وأن تثق بهؤلاء النفر من هاشم، فهم ـ فيما رأيت وبلوت ـ أصحاب الخير في هذا الوادى، وعسى أن يكون لهم شأن في شكايتك هذه هم بالغوه في هذه الايام.