وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 308/
له ما للمخزوميين، وعليه ما عليهم. يطوف بأندية (قريش) ما يطوف حبيبا أثيراً محترما، لا يثقل على أحد بتكليف، ولايستثقل أحد له ظلا.
و في ذات يوم فكر أبو حذيفة بحليفه العنسى، فرآه مستقيما لا تطيش به نزوات الرجال، ورأي أنه رجل لابد لبيته من مرأة، ورأي أن الحياء والاقلال يحولان بينه وبين ما يطمح إليه كل رجل من زوج تدبر له المنزل، وتكشف عنه وحشة الوحدة، وترزقه خير الاولاد، فزوجة (سمية) بنت خياط أحب أمائه إليه وأحظاهن عنده وأكرم الاماء جوهراً في ذاتها وطهارتها. ثم كان من بره بحليفه، وقَدْره الدقيق لمشاعره الحرة تحرير أبنائه من (سمية). لم يسأله ياسر ذلك، ولكنه هو أحس ما بنفس ياسر فرفع عنه بأريحية صناعة إنتاج العبيد والاماء، وكان أفضل (نقوط) عند ياسر حرية بطن سمية التي وقع منها على كنز، أي كنز.
أوضاع مكة:
درج الصبي عمار ناضج الصبا، خامر الطفولة، يثب إلى النمو وثوبا، ويسبق الزمن إلى اكتمال الرجولة واستيفاء الذكاء جميعا، وكأن ما بنفسه من طموح أعانه على القفز، وألغي عنه ما يفرض على غيره من حكم الزمن، وانتظار إذنه في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة. ومن دور إلى دور، ومن هيأة إلى هيأة.
وشب الصبي الكبير. فهو الآن يقرب من العشرين إن لم يكن بلغها بعد، ذو هدى ووقار وبر بوالديه، ورفق بعشرائه يعفي الناس من شره ويعفيه الناس من شرورهم فهو صامت غاديا وصامت رائحا، ذاهب في الجومن غدوه ورواحه مطرقاً يرفع نفسه عما يدنس غيره من سادة مكة وعبيدها، وبيضها وأحابيشها ممن أبطرهم الغناء وأفسدهم الرخاء، ومال بهم ا لطيش إلى سفه ومجون وتشدق ووقوع في أقوات الناس وأعراضهم.
وحسب الذين تعودوا صمت (عمار) أنه صمت الغريب المستضعف، يسبغه ويضفيه، فيحسن إسباغه وإضفاءه أدب في نفسه، ووداعة في طبعه، ولين في مزاجه، وانصراف عما يعنيه. أما الذين عاشرو حق المعاشرة، وبلو دخائله