وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 365/
إلى المبطل، نظرة الواثق بقوته وعزيمته إلى من يراه ضعيفا نازلا عنه غير أهل لمجاراته ومساماته؟
يؤسفى أن اقرر أن الأمر صار إلى العكس، فأصبحنا نرى المسلمين وقد وهنت عزائمم، وانحطت قواهم المعنوية، وصاروا ينظرون إلى أعدائهم والظالمين لهم نظرة ملؤها الاعجاب والاكبار، والى أنفسهم وقادتهم وأعمالهم وسائر أحوالهم نظرة ملؤها الاستخفاف والاستهانة، أما أعداء المسلمين فقد صاروا هم الاعزة، وهم أهل الاعتداد بأنفسهم، والثقة بما عندهم، والنظر إلى المسلمين كأمة متخلقة صئيلة محتاجة اليهم في مادياتها ومعنوياتها، وأنها لا تصبر على حربهم، ولا تقدر على أن تقف في سبيلهم، وأنهم حين يجودون عليها بشيء من أموالهم أو أفكارهم فانما يلبون داعى الانسانية، ويحرصون على أن يكونوا أهل فضل وبر، والله يعلم انهم لطامعون محتالون، لا يريدون الا تسخيرنا، واستلاب ثرواتنا وجهودنا، وقد عرفوا أنه لابد لهم قبل ذلك من استلاب نفوسنا وقلوبنا، وأن يخدعونا عن عقولنا وعما لا يحبون أن نعتز به من ايمان ثابت، وعمل صالح.
ان المسلمين في حرب زبون مع أعدائهم لن تضع اوزارها مادام هؤلاء الاعداء قادرين على موالاتها وامدادها، ومن الخير للمسلمين أن يتيقئوا ويتنبهوا إلى أن من أهم أسلحة هذه الحرب حرص أعدائهم على أن يقروا في نفوسهم أنهم أمة ضعيفة ضئيلة، وأن دينها وشريعتها وأخلاقها ليست صالحة لهذا العصر الذي تبدلت فيه الدنيا، وتغيرت مثلها ونظمها، انهم واثقون بأن ذلك يهدمنا ويقوض كياننا ويبعث فينا الوهن، ويجعلنا ندور في فلكهم، ونتبع آثارهم، ونخدم أغراضهم،
ومن عجب أن بعض رجالنا المثقفين ثقافات غربية قد خدعوا بذلك، فتراهم مثلا ينادون بابعاد الدين عن مجال الحكم والتعامل، وأخذ الأمة بالنظم الحديثة، والقوانين الوضعية كما يفعل الأوربيون، ويقولون ان الدين لله، فلنقصره على المسائل الروحية، ولنتفع به في تهذيب النفوس واصلاح الاخلاق وكفى.