وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 364/
الحسي والمعنوي، والى اذهاب رجز الشيطان، والى الربط على القلوب وتثبيت الاقدام، وان جيشا يتوافر له من وسائل التثبيت والتأييد الالهي ما توافر لهذا الجيش لمزود بأعظم قوة معنوية، وفي مقابل ذلك يذكر حال عدوهم والقائه في قلوبهم الرعب بما يرون من آثار الرضا الالهي عن المؤمنين، وآثار الغضب الالهي على الكافرين، وقد ذكر هذا المعنى أيضاً في قوله تعالى ((سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا)) وتلك سنة الهية في كل مكابر جاحد للحق، يبدو شديد القوة، عظيم الجلد، وقلبه في الحقيقة واه ضعيف، لأنه خال مما يتظاهر به غير ممتلىء بوجوب الثبات عليه، ولذلك يكون خواراً متضعضعا يفر من أول وهلة، ويداخله الرعب والخوف الشديد إذا وجد أمامه مؤمنا ثابتا مصمما على منارلته، وهذا هو المعنى الذي نصر الله به المؤمنين الأولين، فقد كانوا يحاربون عن عقيدة وايمان، وكانت ظواهرهم في ذلك وبواطنهم سواء، أما أعداؤهم فكانوا مشركين بالله ما لم ينزل به سلطانا، وكانوا يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهمه، ولكنهم إنّما حاربوا في سبيل السلطان واستبقاء الجاه والمنزلة، أنفة من أن يتسلط عليهم أصحاب هذا الدين وهم السادة الاقوياء ذووا الأحساب والانساب، وشتان بين من يقاتل مخلصا، يحفزه قلبه، ويدفعه ايمانه، ومن يقاتل وهو يعلم أنه مبطل متجن لا يدفعه الا الشيطان! وقد كان المشرك لا يجرؤ في غزوات المؤمنين الأولين على الوقوف في وجه المؤمن، إذ كان يخيل إليه أنه يلقى أسدا فاغرا فاه يوشك أن يلتهمه، وما رأى الا قوة الايمان، وعزمة التصميم
* * *
ترى هل حافظ المسلمون على هذه المنزلة، وحرصوا على أن يكونوا في العالم هم الأمة الواثقة بنفسها، المعتدة بما عندها، المطمئنة إلى أن الله مولاها، وأن وعده الحق؟
هل حرصوا على أن يقرّوا في نفوس أعدائهم أنهم ينظرون اليهم نظرة المحق