وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 366/
و يرجع السبب في انخداعهم بهذه الفكرة الخاطئة إلى جهلهم بالشريعة الإسلامية وعدم معرفتهم بما فيها من كفالة للحياة السعيدة على أتم وجه وأكمل حال.
لقد أصلح الله بهذا الدين حال قوم كانوا يعيشون في ظلمات الجهل والشرك وتتفشى فيهم أقبح العادات، وأسوأ الاوهام والخرافات، أنقذهم الله به من هذه الظلمات المتراكمة، وأخذ بأيديهم إلى مدارك السمو والكمال الانساني في كل ناحية من نواحى الحياة حتى كانوا مثلا في العالمين، وعجبا في الأولين والآخرين.
كانوا قادة العالم إلى كل خير، ودعانه إلى كل صلاح واصلاح، كانوا أعزاء بعزة الايمان، أقوياء بالتضامن والتكافل على احقاق الحق، واقامة العدل، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، كانت لهم هيبة تملأ صدور الناس في الشرق والغرب، فلم يكن أحد يفكر في مقاومتهم أو الوقوف في وجه دعوتهم، فضلا عن أن يفكر أحد في غزوهم في عقر دارهم، ومحاولة استغلال مرافقهم، والاستيلاء على ما منحهم الله من ثروات، ملأوا طباق الأرض علما وحكمة وعدلا وأمنا واستقامة ورشادا، حتى كانت الشعوب في كل بلد من بلاد الله تحن إلى حكمهم وعدلهم، وتتمنى أن تساس بسياستهم، ولم يعرف في تاريخ البشر أمة نبغث في مثل تلك الفترة القصيرة التي نبغوا فيها، ولم يعهد في تاريخ الفكر الانساني أمة وصلت بعلمها وأفكارها ومثلها وقضاياها إلى شغل أفكار العالم على هذا النحو الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية.
فإذا أردنا أن نسلك الطريق الواضح المستقيم إلى خلاصها وصلاحنا وقوتنا وعزتنا فلنؤمن بما آتانا الله من دين وشريعة، ولننزع من رؤوس مثقفينا وبعض قادتنا وزعمائنا هذه الفكرة الباطلة، فكرة الزعم بأن هذا الدين كغيره من الأديان لا شأن له بالحياة، ولا خير في جعله أساسا للنظام والسياسة في الأمم، علينا أن ننتزع هذه الفكرة بكل قوة من رؤوس معتنقيها فانها أخطر فكرة على المسلمين، وأخبث دعوة استطاع أعداء الإسلام أن يدخلوها على مثقفيهم