وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 363/
وأخلصنا، أما عدونا فانهم لا يؤمنون كما نؤمن، ولا يرجون من الله ما نرجو، وليسوا في منزلتنا قربا من الله، وعلوا بالحق والايمان، وهم مع ذلك يألمون كما نألم، ويحتملون من مرارة الحرب وصعابها مثل ما نحتمل.
وقد ذكر الله عزوجل هذا الأصل ـ وهو تثبيت قلوب المؤمنين ـ في آيات أخرى، منها قوله تعالى: ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين، وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم، إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم، فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان)).
يبين الله لنا أنه ما جعل امداد المؤمنين بالملائكة الا بشرى لهم بأنهم مؤيدون من الله، فان الامداد لا يكون الا من المولى والنصير، فالله مولاهم وناصرهم، ولا شك أن اقرار هذا المعنى في قلوبهم يملؤهم ايمانا بالنصر ويبعث فيهم من القوة ومضاء العزيمة ما يكون سببا مباشراً في الفتح والغلب، ولذلك اتبع الله ما ذكره من أن ذلك بشرى لهم، بأن هذا أيضاً تطمين لقلوبهم، وليعلموا أن النصر في الحقيقة ليس بمجرد الاعداد والتجهيز، ولكن بقوة من الله تعالى يهبها أولياءه ويملأ بها قلوبهم، ويشد بها عزائمهم، وهي هذه القوة المعنوية التي يشعر معها المجاهد الحق في سبيل الحق أنه أثبت قدما، وأقوى قلبا، وأمضى عزما، وأنه هو المنتصر مهما أجلب عليه عدوه بخيله ورجله.
ثم تبين لنا الآيات أن من تدبير الله للمؤمنين ولطفه بهم ما أكرمهم به حيث ألقى عليهم النعاس أمنة منه، فلما رأوا أنهم ناموا ليلهم قريرى العيون مطمئنى القلوب، زاد ذلك في شعورهم بالقوة والأمن، ثم زادوا أمنا وقوة وثباتا بالماء الذي أنزله الله عليهم فكان أمارة على الرضا والتيسير، وكان وسيلة إلى التطهير