@ 39 @ ( ( أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها ) ) : رأيت آخر كل طبقة ، وأضعى كل حكمة ، ومؤلفى كل أدب ، أهذب لفظا ، وأسهل لغة ، وأحكم مذاهب ، وأوضح طريقة من الأول ، لأنه ناقض متعقب ، والأول بادي متقدم ) ) . .
وفي كتاب ( ( جامع بيان العلم وفضله ) ) للحافظ ابن عبد البر : عن علي رضي الله عنه أنه قال في خطبة خطبها : ( ( واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل آمري ما يحسن ، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم ) ) . قال ابن عبد البر : ( ( ويقال إن قول علي بن أبي طالب : قيمة كل امرئ ما يحسن ، لم يسبقه إليه أحد ، وقالوا : ( ( ليس كلمة أحض على طلب العلم منها ) ) وقالوا : ( ( ولا كلمة أضر بالعلم والعلماء والمتعلمين من قول القائل : ( ( ما ترك الأول للآخر شيئاً ) ) انتهى . * * * .
المطلع الثاني : .
أتأسى في هذا التصنيف الميمون بقول السيد مرتضى اليماني رحمه الله في كتابه ( ( إيثار الحق على الخلق ) ) : ( ( وإنما جمعت هذا المختصر المبارك ، إن شاء الله تعالى ، لمن صنفت لهم التصانيف ، وعنيت بهدايتهم العلماء ؛ وهم من جمع خمسة أوصاف ، معظهما : الإخلاص والفهم والإنصاف ، ورابعها - وهو أقلها وجوداً في هذه الأعصار - الحرص على معرفة الحق من أقوال المختلفين ، وشدة الداعي إلى ذلك ، الحامل على الصبر والطلب كثيراً ، وبذل الجهد في النظر على الإنصاف ، ومفارقة العوائد وطلب الأوابد ) ) . .
قال رحمه الله : وإذا عظم المطلوب قل المساعد وطالب الحق اليوم ، شبيه بطلابه في أيام الفترة ، وهم : سلمان الفارسي ، وزيد بن عمرو بن نفيل وأضرابهما رحمهما الله تعالى ؛ فإنهم قدوة الطالب للحق ، وفيهم له أعظم أسوة ، فإنهم لما حرصوا