@ 40 @ على الحق وبذلوا الجهد في طلبه ، بلغهم الله إليه ، وأوقفهم عليه ، وفازوا من بين العوالم الجمة ، فكم أدرك الحق طالبة في زمن الفترة ! وكم عمي عنه المطلوب له في زمن النبوة ! فاعتبر بذلك ، واقتد بأولئك ، فإن الحق ما زال مصوناً عزيزاً ، نفيساً كريماً ، لا ينال مع الإضراب عن طلبه وعدم التشوف والتشوق إلى سببه ، ولا يهجم على المبطلين المعرضين ، ولا يفاجئ أشباه الأنعام الغافلين ؛ ولو كان كذلك ما كان على وجه الأرض مبطل ولا جاهل ، ولا بطال ولا غافل ) ) . انتهى كلامه رحمه الله تعالى . * * * .
المطلع الثالث : .
لاخفاء أن وقد أتفق أني رأيت في ( ( المزهر ) ) للسيوطي هذا الملحظ حيث قال في ترجمة ( ( ذكر من سئل عن شيء فلم يعرفه فسأل من هو أعلم منه ) ) ما نصه : .
قاله الحافظ أبو طاهر السلفي : سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول : سمعت أبا عبد الله الصوري يقول : قال لي عبد الغني بن سعيد : ( ( لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم ، أجابني بالشكر عليه ، وذكر أنه أملاه على الناس ، وضمن كتابه إلى الاعتراف بالفائدة وأنه لا يذكرها إلا عني . ) ) وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم ، قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد يقول : ( ( من شكر العلم أن تستفيد الشيء ، فإذا ذكر لك قلت : خفي على كذا وكذا ولم يكن لي به علم ، حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا ، فهذا شكر العلم ) )