@ 388 @ .
2 - قاعدة المحققين في مسائل الدين وعلماء الفرق .
قال المحقق ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين : ( ( إن عادتنا في مسائل الدين كلها ، دقها وجلها ، أن نقول بموجبها ، ولا نضرب بعضها ببعض ، ولا نتعصب لطائفة على طائفة ، بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ، ونخالفها فيما معها من خلاف الحق ، لا نستثنى من ذلك طائفة ولا مقالة ، ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه ، ونلقي الله به ، ولا قوة إلا بالله . ) ) انتهى .
وقال حكيم مصره بل عصره ، الشيخ محمد عبده مفتي مصر ، في كتاب الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية ، في مبحث ( ( سماحة الإسلام ) ) ما لفظه : ( ( أخذ بيد القارئ الآن ، وأرجع به إلى ما مضى من الزمان ، وأقف به وقفه بين يدي خلفاء بني أمية ، والأئمة من بني العباس ، ووزرائهم . والفقهاء والمتكلون والمحدثون والأئمة المجتهدون من حولهم والأدباء والمؤرخون والأطباء والفلكيون والرياضيون والجغرافيون والطبيعيون ، وسائر أهل النظر من كل قبيل ، مطيفون بهم ، وكل مقبل على عمله ، فإذا فرغ عامل من العمل أقبل على أخيه ، ووضع يده في يده ، يصافح الفقية المتكلم ، والمحدث الطبيب والمجتهد الرياضي ، والحكم ، وكل يرى في صاحبه عوناً على ما يشتغل هو به ، وهكذا أدخل به بيتاً من بيوت العلم ، فأجد جميع هؤلاء سواء في ذلك البيت ، يتحادثون ويتباحثون ، والإمام البخاري حافظ السنة بين يدي الحسن البصري شيخ السنة من التابعين ، يتلقي عنه ، وقد سئل الحسن عنه فقال للسائل : ( ( لقد سألت عن رجل كأن الملائكة أدبية ، وكأن الأنبياء ربته إن قام بأمر قعد به ، وإن قعد بأمر قام به ، وإن أمر بشيء كان ألزم الناس له ، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له ، ما رأيت ظاهراً أشبه بباطن منه ، ولا باطناً أشبه بظاهر منه . ) ) بل أرفع بصرى ، فأجد الإمام أبا حنيفة أمام الإمام زيد بن علي ، صاحب مذهب الزيدية من الشيعة ، يتعلم منه أصول العقائد والفقه ، ولا يجد أحدهم من الأخر إلا ما يجد