@ 66 @ .
وفي كليات أبي البقاء في الفرق بين القرآن والحديث القدسي : ( ( أن القرآن ما كان لفظه ومعناه من عند الله يوحي جلي ، وأما الحديث القدسي ، فهو ما كان لفظه من عند الرسول ، ومعناه من عند الله بالإلهام أو المنام . وقال بعضهم : ( ( القرآن لفظ معجز ، ومنزل بواسطة جبريل ؛ والحديث القدسي غير معجز . وبدون الواسطة ، ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني ) ) . وقال الطيبى : ( ( القرآن هو اللفظ المنزل به جبريل على النبي ، والقدسي إخبار الله معناه بالإلهام أو بالمنام ؛ فأخبر النبي أمته بعبارة نفسه ، .
وسائر الأحاديث لم يضفها إلى الله تعالى ، ولم يروها عنه تعالى ) ) . انتهى .
وقال العلامة السيد أحمد بن المبارك رحمه اله تعالى في الإبريز : ( ( وسألته - يعني أستاذه نجم العرفان السيد عبد العزيز الدباغ قدس سره - الفرق بين هذه الثلاثة يعني : القرآن ، والحديث القسي ، وغير القدسي ، فقال قدس سره : .
( ( الفرق بين هذه الثلاثة ، وإن كانت كلها خرجت من بين شفتيه وكلها معها أنوار من أنوار : أن النور الذي في القرآن ، قديم من ذات الحق سبحانه ، لأن كلامه تعالى قديم والنور الذي في الحديث القدسي من روحه ، وليس هو مثل نور القرآن ، فإن نور القرآن قديم ، ونور هذا ليس بقديم ، والنور الذي في الحديث الذي ليس بقدسي من ذاته ، فهي أنوار ثلاثة ، اختلفت بالإضافة ، فنور القرآن من ذات الحق سبحانه ، ونور الحديث القدسي من روحه . ) ) ، نور ما ليس بقدسي من ذاته . ) ) . .
فقلت : ( ( ما الفرق بين نور الروح ونور الذات ؟ ) ) . .
فقال رضي الله عنه : ( ( الذات خلقت من تراب ، ومن التراب خلق سائر العباد ؛ والروح من الملأ الأعلى ، وهم أعرف الخلق بالحق سبحانه ، وكل واحد يحن إلى أصله ؛ فكان نور الروح متعلقا بالحق سبحانه ، ونور الذات متعلقاً بالخلق ؛ فلذات ترى الأحاديث القدسية تتعلق بالحق سبحانه وتعالى بتبيين عظمته ، أو لإظهار رحمته ، أو بالتنبيه على سعة ملكه وكثرة عطائه . فمن الأول حديث : ( ( يا عبادي ! لو أن أو لكم وآخركم ،