@ 67 @ وإنسكم وجنكم . . . إلى آخره ) ) وهو حديث أبي ذر في مسلم . ومن الثاني حديث : ( أعددت لعبادي الصالحين . . . ) ) الحديث . ومن الثالث حديث : ( ( يد الله ملأى ، لا يغيضها نفقه ، سحاء الليل والنهار . . . ) ) الخ ؛ وهذه من علوم الروح في الحق سبحانه . وترى الأحاديث التي ليست بقدسية تتكلم على ما يصلح البلاد والعباد ، بذكر الحلال والحرام ، والحث على الامتثال بذكر الوعد والوعيد ) ) . هذا بعض ما فهمت من كلامه رضي الله عنه ، والحق أني لم أوف به ، ولم آت بجميع المعنى الذي أشار إليه ) ) . .
فقلتك ( ( الحديث القدسي من كلام الله عز وجل أم لا ؟ ) ) . .
فقال : ( ( ليس هو من كلامه ، وإنما هو من كلام النبي ) ) . .
فقلت : ( ( فلم أضيف لرب سبحانه ، فقيل فيه : ( ( حديث قدسي ) ) وقيل فيه : ( ( فيما يرويه عن ربه ) ) ، وذا كان من كلامه عليه السلام ، فأي رواية له فيه عن ربه ، وكيف نعمل مع هذه الضمائر ، في قوله : ( ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم . . . ) ) الخ وقوله : ( ( أعددت لعبادي الصالحين . . . ) ) وقوله : ( ( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . . . ) ) ؟ فإن هذه الضمائر لا تليق إلا بالله ! فتكون الأحاديث القدسية من كلام الله تعالى وإن لم تكن ألفاظها لإعجاز ، ولا تعبدنا بتلاوتها ) ) . .
فقال رضي الله عنه مرة : ( ( إن الأنوار من الحق سبحانه ، تهب على ذات النبي ، حتى تحصل له مشاهدة خاصة - وإن كان دائماً في المشاهدة - فإن سمع من الأنوار كلام الحق سبحانه ، أو نزل عليه ملك ، فذلك هو ( ( القرآن ) ) ؛ وإن لم يسمع كلاماً ، ولا نزل عليه ملك ، فذلك وقت الحديث القدسي . فيتكلم عليه الصلاة والسلام ، ولا يتكلم حينئذ إلا في شأن الربوبية ، بتعظيمها وذكر حقوقها ؛ ووجه إضافة هذا الكلام إلى الرب سبحانه ، أنه كان مع هذه المشاهدة التي اختلطت فيها الأمور ، حتى رجع الغيب شهادة ، والباطن ظاهراً ، فأضيف إلى الرب ، وقيل فيه : ( ( حديث رباني ) ) ، وقيل فيه : ( ( فيما يرويه عن