@ 65 @ .
أعلم : أن الكلام المضاف إليه تعالى أقسام ثلاثة : .
أولها - وهو أشرفها ( ( القرآن ) ) لتميزه عن البقية بإعجازه من أوجه كثيرة ، وكونه معجزة باقية على ممر الدهر ، محفوظة من التغيير والتبديل وبحرمة سمه لمحدث ، وتلاوته لنحو الجنب ، وروايته بالمعنى ، وبتعينه في الصلاة وبتسميته قرآنا وبأن كل حرف منه بعشر حسنات ، وبامتناع بيعه في رواية عند أحمد ، وكراهته عندنا . وبتسمية الجملة منه آية وسورة ، وغيره من بقية الكتب والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذكر ، فيجوز مسه وتلاوته لمن ذكر ، وروايته بالمعني ، ولا يجري في الصلاة ، بل يبطلها ، ولا يسمى قرآنا ، ولا يعطي قارئة بكل حرفي عشرا ، ولا يمنع بيعه ، ولا يكره اتفاقاً ولا يسمى بعضه آية ولا سورة اتفاقاً أيضاً . .
ثانيهاً - كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قبل تغييرها وتبديلها . .
ثالثهاً - بقية الأحاديث القدسية ، وهي ما نقل إلينا آحاداً عنه ، مع إسناده لها عن ربه ، فهي من كلامه تعالى ، فتضاف إليه ، وهو الأغلب ؛ ونسبتها إليه حينئذ نسبة إنشاء ، لأنه المتكلم بها أولاً وقد تضاف إلى النبي ، لأنه المخبر بها عن الله تعالى ، يخلاف القرآن ، فإنه لا تضاف إلا إليه تعالى ، فيقال فيه : ( ( قال الله تعالى ) ، وفيها : ( ( قال رسول الله ، فيما يروي عن ربه تعالى ) ) واختلف في بقية السنة ، هل هو كله يوحي أولا ؟ وآية ( ( وما ينطق عن الهوى ) ) تؤيد الأول ؟ ومن ثم قال : ( ( إلا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) ) . ولا تنحصر تلك الأحاديث القدسية في كيفية من كيفيات الوحي ، بل يجوز أن تنزل بأي كيفية من كيفياته ، كرؤيا النوم ، والإلقاء في الروع ، وعلى لسان الملك . ولراويها صيغتان : إحداهما أن يقول : ( ( قال رسول الله : ، ( ( قال الله تعالى ، فيما رواه عنه رسول الله ، والمعنى واحد ) ) انتهى .