@ 55 @ الأحد الحادية عشرة من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، وقلت : اللهم أرني الليلة نبيك محمداً في المنام وإنك تعلم اشتياقي إليه ، فرأيت بعد هجعة من الليل ، كأني والنبي في مشربة ، ونفر من أصحابنا أسفل منا عند درج المشربة ، فقلت : يا رسول الله ! ما تقول في ميت رماه البحر ، أحلال ؟ فقال وهو مبتسم إلى ( ( نعم ) ) فقلت وأنا أشير إلى من بأسفل الدرج : ( ( فقل لأصحاب فإنهم لا يصدقوني ) ) فقال : ( ( لقد شتمتني وعابوني ! ) ) فقلت : ( ( كيف يا رسول الله ؟ ) ) فقال كلاماً ليس يحضرني لفظه ، وإنما معناه : ( ( عرضت قولي على من لا يقلبه ) ) ؛ ثم أقبل عليهم يلومهم ويعظهم ! فقلت صبيحة تلك الليلة : ( ( وأنا أعوذ بالله من أن أعرض حديثه بعد ليلتي هذه إلا على الذين يحكمونه فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضى ويسلوا تسليماً ) ) انتهى . .
وسيأتي إن شاء الله تعالى في الباب العاشر في فقه الحديث مزيد لهذا بحوله سبحانه وقوته . * * * .
6 - فضل المحامي عن الحديث والمحي للسنة .
عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله قال لبلال بن الحرث يوماً : ( ( اعلم يا بلال ) ) قال : ( ( ما أعلم يا رسول الله ؟ ) ) قال : ( ( إن من أحي سنة من سنتي أميتت بعدي ، كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ؛ ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله ، كان عليه مثل آثام من عمل بها ، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً ) ) . رواه ابن ماجة ، والترمذي وحسنه . قال الحافظ المنذري : ( ( وللحديث شواهد ) ) . .
وعن أنس ، قال : قال رسول الله : ( ( من أحب سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة ) ) . رواه الترمذي . .
قال الإمام السيد محمد بن المرتضي اليماني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه ( ( إيثار الحق على