@ 56 @ .
الخلق ) ) ما نصه : ( ( المحامي عن السنة ، الذاب عن حماها ، كالمجاهد في سبيل الله تعالى ، يعد للجهاد ما استطاع من الآلات والعدة والقوة ، كما قال الله سبحانه : ( ^ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) . وقد ثبت في الصحيح أن جبريل عليه السلام كان مع حسان بن ثابت يؤيده ما نافح عن رسول الله في أشعاره ، فكذلك مع ذب عن دينه وسنته من بعده إيماناً به وحباً ونصحاً له ، ورجاء أن يكون من الخلف الصالح الذين قال فيهم رسول الله : ( ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ) ) والجهاد باللسان أحد أنواع الجهاد سبله . وفي الحديث : ( ( أفضل الجهاد كملة حق عند سلطان جائر ) ) وقد أحسن من قال في هذا المعنى شعراً : .
( جاهدت فيك بقولي يوم يختصم ال % أبطال إذ فات سيفي يوم يمتصع .
( عن اللسان لوصال إلى طرق % في الحق لا تهتديها الذبل السرع .
ثم قال : ( ( ولا ينبغي أن سنتوحش الظافر بالحق من كثرة المخالفين له ، كما لا يستوحش الزاهد من كثرة الراغبين ، ولا المتقى من كثرة العاصين ، ولا الذاكر من كثرة الغافلين ، ينبغي منه أن يستعظم المنة باختصاصة بذلك ، مع كثرة الجاهلين له ، الغافلين عنه ، وليوطن نفسه على ذلك ، فقد صح عن رسول الله وآله وسلم أنه قال : ( ( عن هذا الدين بدأ غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ! ) ) رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة ، ورواه الترمذي من حديث ابن مسعود وقال : ( ( هذا حديث حسن صحيح ) ) ورواه ابن ماجه وعبد الله بن أحمد من حديث أنس . وروي البخاري نحوه بغير لفظه من حديث ابن عمر . وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام عن رسول الله أنه قال : ( ( طلب الحق غربة ) ) رواه الحافظ الأنصاري في أول كتابه ( ( منازل السائرين إلى الله ) ) من حديث جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده ، وقال : ( ( هذا حديث غريب ،