@ 53 @ يكون في بلد لا يجد فيها إلا صاحب حديث لا يعرف صحيحة من سقيمه ، وصاحب رأي ، فمن يسأل منهما عن دينة ؟ فقال : يسأل صاحب الحديث ولا يسأل صاحب الرأي ) ) . وبلغنا أن شخصاً استشاره في تقليد أحد من علماء عصره فقال : ( ( لا تقلدني ، ولا تقلد مالكا ، ولا الأوزاعي ، ولا النخعي ، ولا غيرهم وخذ الأحكام من حيث أخذوا ) ) . قال الشعراني : ( ( وهو محمول على من له قدرة على استنباط الأحكام من الكتاب والسنة ) ) . .
وقال الشعراني أيضاً في العهود : ( ( وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه اله يقول : ليس مراد الأكابر من حثهم على العمل على موافقة الكتاب والسنة إلا مجالسة الله ورسوله ، أما ما ابتدع فلا يجالسهم الحق تعالى ولا رسوله فيه ، وإنما يجالسون فيه من ابتدعه من عالم أو جاهل ) ) انتهى . .
والآثار في الحث على الحديث عن السلف وافرة ، وفي هذا القدر كفاية . * * * .
5 - إجلال الحديث وتعظيمه والرهبة من الزيغ عنه .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : ( ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ) رواه البخاري ومسلم ، وأبو داود ولفظة : ( ( من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد ) ) . وفي رواية لمسلم : ( ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ) . .
وعن أنس رضي اله عنه قال : ( ( قال رسول الله : ( ( من رغب عن سنتي فليس مني ) ) رواه مسلم . .
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول : ( ( لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ) ) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن .