@ 52 @ .
( لا ترغبن عن الحديث وأهله % فالرأي ليل والحديث نهار ) .
وكان مجاهد يقول لأصحابه : ( ( لا تكتبوا عني كل ما أفتيت به ، وإنما يكتب الحديث . ولعل كل شيء أفتيتكم به اليوم أرجع عنه غداً ) ) . وكان أبو عاصم رحمه الله تعالى يقول : ( ( إذا تبحر الرجل في الحديث ، كان الناس عنده كالبقر ) ) . وكان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يقول : ( ( إياكم والقول في دين الله تعالى بالرأي ؛ وعليكم باتباع السنة ، فمن خرج عنها ضل ) ) . ودخل عليه مرة رجل من أهل الكوفة والحديث يقرأ عنده ، فقال الرجل : ( ( دعونا من هذه الأحاديث ! ) ) فزجره الإمام أشد الزجر ، وقال له : ( ( لولا السنة ما فهم أحد منا القرآن ) ) . وقيل له مرة ( ( قد ترك الناس العمل بالحديث ، واقبلوا على سماعه ) ) فقال رضي الله عنه : ( ( نفس سماعهم للحديث عمل به ) ) . وكان رضي الله عنه يقول : ( ( لم تزل الناس في صلاح ، ما دام فيهم من يطلب الحديث ، فإذا طلبوا العلم بلا حديث فسدوا ) ) . وكان يقول : ( ( لا ينبغي لأحد أن يقول قولاً حتى يعلم أن شريعة رسول الله تقبله ) ) . وكان الإمام مالك رضي الله عنه يقول : ( ( إياكم ورأى الرجال ، إلا إن أجمعوا عليه ، ( ( واتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) ) وما جاء عن نبيكم ، وإن لم تفهموا المعني فسلموا لعلمائكم ، ولا تجادلوهم ، فإن الجدال في الدين من بقايا النفاق ) ) . وروى الحاكم والبيهقي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يقول : ( ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) ) قال ابن حزم : ( ( أي صح عنده أو عند غيره من الأئمة ) ) . وفي رواية أخرى ؛ ( ( إذا رأيتم كلامي يخالف كلام رسول الله : فاعملوا بكلام رسول الله ، واضربوا بكلامي الحائط ) ) . وقال مرة للربيع : ( ( يا أبا أسحق ، لا تقلدني في كل ما أقول ، وانظر في ذلك لقلنا به ) ) . وكان يقول : ( ( إذا ثبت عن النبي - بأبي هو وأمي - شيء لم يحل تركه لشيء أبداً ) ) . وروي البيهقي عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه كان إذا سئل عن مسألة يقول : ( ( أو لأحد كلام مع رسول الله ؟ ) ) وكان يتبرأ كثيراً من رأي الرجال ويقول : ( ( لا ترى أحداً ينظر في كتب الرأي غالباً إلا وفي قلبه دخل ) ) وكان ولده عبد الله يقول : ( ( سألت الإمام أحمد عن الرجل