الجزئي لن يقود إلى المساس بهذه الأمور . كما أن كافة الأديان الإلهية مقدسة وطاهرة في ينبوعها لأنها صدرت كلها من فطرة النفخ للإنسان ، لكنه حينما تصل إلى المجتمعات البشرية المتكاثرة التي تدار على أساس العقل الجزئي تصبح هذه الينابيع الصافية ملوثة وتفقد طهارتها . مما قد يثير الدهشة أن الأصول الثلاثة المشتركة بين الأديان والمذاهب هي نفسها التي يقرها الإسلام بصفتها " أصول الدين " . إن الإسلام وهو وعاء الفطرة الطاهرة وذات الإنسان المتكامل كالرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " ، دين نبع من الينبوع المشترك لكافة الأديان الموحدة ، ولذا فإنه يدرك في ذاته واستناداً للفطرة كافة متطلبات وكمالات الأديان الأخرى كما أن روحه السامية شهيدة ببصيرتها على كافة الأمور ، ولذا فهو يعرف أيضاً نقاط قوة واقتدار الأديان الأخرى والمذاهب الأخرى واستوعب بحر وجوده المبارك تيار المعارف الحكيمة للأديان الأخرى ، فيروي منه المتعطشين للحقيقة والباحثين عن الوصال . إعتبر المقال ومن خلال تقديم تعاريف معرفية عن " الإسلام " .. وبعيداً عن التعاريف الكلامية ، إسلام الوحي الأصيل ( في مقابل الإسلام القائم على التفسير بالرأي ) متماشياً مع الفطرة الإلهية لكافة بني البشر ، وأن عالمية الإسلام إنما هي مستندة فقط على هذا البنيان المرصوص علماً أن ثمار ونتائج هذه العالمية العرفانية ستتجسد في أبعاد مختلفة كالثقافة والإجتماع والسياسة والجغرافية .