وإذا أضيف إليها (ن) وهذا الحرف من خصائص اللغة المصريّة القديمة، فإنّ إضافته إلى الكلمة تفيد أن جزءاً من الجملة أو الكلام استُبعد[672]. ومن إعجاز لغة القرآن الذي ليس له حدّ أنّه استخدم حرف (ن) في كلمة «يس» ليدلّ على الجزء المحذوف في الكلام! وهذا الجزء المحذوف منه هو في الحقيقة غير ذات أهمّية بالنسبة لله تعالى، ومن باب أولى ليس أهلاً للجدل فيه أو مناقشته بالمرّة، ويتمثّل هذا الجزء المحذوف في قول الكفّار والمشركين للرسول (صلى الله عليه وآله): لست مرسلاً! فتأتي سورة (يس) بعد ذلك وتؤكّد نبوّة الرسول وتكليفه من قبل الله سبحانه بالرسالة. * * * سورة الشورى: لكي نفهم معنى الرمز (حم. عسق) يجب أن نعرف وضح الآتي: 1 ـ حامي: وتكتب بالمصريّة القديمة هكذا: وتعني: كائن سماوي. ـ يم: وتكتب هكذا: وتعني: بواسطة، أو عن طريق أو بطريق، أو: هو الواسطة[673]. أمّا كلمة «حم» فيحتمل أن يكون لها علاقة باسم حام بن نوح، فقط فيما يدلّ عليه الاسم من معنى. والمقصود بالكلمة الأولى بالطبع: الروح الأمين جبرئيل. 2 ـ أمّا (عسق) كما في القراءات فتكون ثلاث كلمات: عين، سين، قاف.