إلاّ عيسى بن مريم; لأنّ المراد به، كما قال القرطبي: لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى بن مريم»[133]. وقال المناوي عند حديث: «لن تهلك أُمة أنا في أولّها، وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها»: أراد بالوسط ما قبل الآخر ; لأنّ نزوله (عليه السلام) لقتل الدجّال يكون في زمن المهدي، ويصلّي عيسى خلفه، كما جاءت به الأخبار، وجزم به جمع من الأخيار[134]. وذكر عند حديث: «منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه»: أنّه بعد نزوله يجيء فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة، فيتأخّر ليتقدّم، فيقدّمه عيسى (عليه السلام) ويصلّي خلفه. قال: فأعظِمْ به فضلاً وشرفاً لهذه الأُمّة[135]. ثم قال: ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار، من أنّ عيسى هو الإمام المهدي، وجزم به السعد التفتازاني، وعلّله بأفضليته ; لإمكان الجمع بأنّ عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنّه نزل تابعاً لنبيّنا، حاكماً بشرعه، ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل[136].