وهذا دليل على أنّ أكثر مدّته تسع، وأقلّها خمس أو سبع، ولعلّه هو الخليفة الذي يحثي المال حثياً. والله أعلم. وفي زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدوّ راغم، والخير في أيامه دائم. قال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا جلوساً عند عبدالله بن مسعود، وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمان، هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كم يملك هذه الأُمّة من خليفة ؟ قال عبد الله: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: «اثنا عشر، كعدد نقباء بني إسرائيل»[130]. وأصل الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال: سمعت النّبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً»، ثم تكلّم النّبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خُفيت عليَّ، فسألت أبي: ماذا قال النّبي (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: «كُلّهم من قريش» وهذا لفظ مسلم[131]. ومعنى هذا الحديث: البشارة بوجود اثني عشر خليفةً صالحاً، يقيم الحقّ، ويعدل فيهم[132]. وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير، المتوفّى سنة 1032 هـ، في كتابه المذكور: «وأخبار المهدي كثيرة شهيرة، أفردها غير واحد في التأليف...» إلى أن قال: «أخبار المهدي لا يعارضها خبر: لا مهدي