3 ـ عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): «...فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله، فما كان في كتاب الله موجوداً حلالاً أو حراماً فاتّبعوا ما وافق الكتاب، وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله)...»[166]. على أنّ في مسألة التعارض والموافقة والمخالفة بحوثاً تناولها العلماء في علم الأُصول، ولا يتّسع لها بحثنا هنا. الدليل التاسع: أحاديث نفي التحريف وردت روايات عديدة تصرّح أو تشير إلى أنّ القرآن مصون من التحريف، وتردُّ شبهة التحريف عنه، نذكر بعضها هنا: 1 ـ ما ورد في رسالة الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) التي بعثها إلى سعد الخير، يقول فيها الإمام: «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده...»[167]. فالإمام يشجب فيهم تحريف الحدود، ويقرُّ في ذات الوقت بأنّهم أقاموا حروف القرآن وألفاظه، وهو تعبير آخر عن عدم تحريف شيء من ألفاظه، وإذا كان ثمة تحريف فهو في العمل أو تطبيق أحكامه أو ما شابهه. وقد جاء هذا التعبير في مورد آخر، حيث قال الإمام: «ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيَّع حدوده»[168].