في صلب حياة المسلمين. بل إنّ شرف حمل المسلمين لراية التمدّن العالمي، والرقي الإنساني، إنّما هو بفضل هذا الكتاب العزيز. ولهذا تسعى الدوائر الحاقدة على تذكية نار الاختلاف بصبّ الزيت تارةً، وإطعامها بالمزيد من الحطب تارة أخرى، ولم يألوا جهداً في الاستعانة ببعض الوسائل التي تمكّنها من الوصول إلى غاياتها الشريرة. ومن أبرز هذه الوسائل فتكاً وخبثاً هو طرح مسألة «تحريف القرآن»، ففي الوقت الذي تمثّل إثارة هذه القضية سلاحاً طاعناً بالقرآن، من خلاله يمكن إثبات عدم مصداقيته، ومن ثم إسقاط حجّيته كمصدر أول للفقه الإسلامي، وهو ما يعني مصادرة دوره كمنبع أول لأحكام وتعاليم الدين الحنيف، فهي تمثّل أيضاً أداةً فتّاكة ومؤثّرة يمكن أن تصدع صفوف المسلمين، وتقوّض وحدتهم وتعاونهم إذا ما أحسنوا التصرّف في توجيه التهم ونسبها إلى اطراف إسلامية أخرى. وقد فطن علماء المسلمين بهذه المؤامرة الماكرة، فقاموا بالردّ على هذه الشبهة والمزاعم والأوهام التي اخترعها المغرضون لضرب المسلمين بعضهم ببعض. ولعلّ من أبرز هؤلاء العلماء: سماحة آية الله السيد حسن طاهري الخرّم آبادي حفظه الله الذي رأى شراسة الهجمة الغربية ضدّ الثقافة الإسلامية، خاصّةً بعد أحداث 11 أيلول عام 2001م من خلال رحلاته في بلاد المسلمين، ولمس معاناتهم عن كثب، فوجد ثمة أسباباً