ومهاجمتهم وهم يشكّلون قوة كبيرة في العالم، اضطرّوا إلى تغيير مخطّطهم إلى آخر أكثر خبثاً، وأجدى نفعاً لأهدافهم الشريرة وهو أن يثيروا هذه الشبهات والتهم الزائفة بوجه طائفة ـ كالشيعة الإمامية مثلاً ـ وينسبونها إلى أخرى، ويقذفون مذهباً ما بشتّى التهم والطعون، ويعزون ذلك إلى مذهب آخر، ليثيروا الشقاق والاختلاف بينهم، ويقلبوا الأوضاع رأساً على عقب، فيحارب المسلم أخيه المسلم وبدلا أن تردّ أقلام المسلمين طعونهم الجائرة. فسوف تنشغل بالردّ على إخوانهم!! لقد ساهم الأعداء والمبطلون مساهمةً كبيرةً في إذكاء نار الاختلاف والفرقة بين طوائف المسلمين، من خلال حملاتهم التشهيرية ضد الشيعة وينسبونها إلى أهل السنّة، وبالعكس. وظلّت هذه السيرة المقيتة جارية بعدما تبنّتها أطراف حاقدة على الإسلام والمسلمين، وبمساعدة دوائر استعمارية صهيونية من أجل بلوغ أهدافها المتمثّلة بقمع الصحوة الإسلامية، وتحسير الوجود الإسلامي حتّى يتمّ تدميره!! ذلك أنّ الدوائر، وما يدور في فلكها، تعلم جيداً أنّ العصور الذهبية التي تمتّعت بها الحضارة الإسلامية العظيمة، وأساطيلها الكبيرة لدرجة أن بلغت عمق أوربا حتّى دقّت أبواب فيينا، وانتشرت باتجاه الشرق حتّى لمست سور الصين، ونقلت ثقافتها إلى كلّ أطراف الأرض الوسيعة، لم تكن إلاّ بفضل القرآن الكريم، ودخوله