تدلّ على عدم تحريف آيات الأحكام فقط، مع أنّا على يقين بأنّ هذه الآيات غير محرّفة يقيناً. وجواب هذه الشبهة: أنّ هذه الأحاديث لا تختصّ بآيات الأحكام، بل هي عامة تشمل جميع المسائل الاعتقادية والتاريخية والأخلاقية وغيرها. الروايات الموضوعة يتّفق الجميع على وجود أحاديث موضوعة، وضعها أهل الأهواء والتحريف، وقسم منها الإسرائيليات التي تكثر في روايات قصص الأنبياء (عليهم السلام)، وقد نسبت إليهم أعمالا فظيعة هم بريئون منها، فحاول أهل الأهواء إقحامها في الأحاديث النبوية ونسبتها إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). فعلى سبيل المثال يصف القرآن يوسف (عليه السلام)بقوله: (...إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الُْمخْلَصِينَ)[163]. بينما تنسب له الإسرائيليات ما يتنافى مع هذه الآية تنافياً عظيماً. إنّ فلسفة تأكيد الأئمة (عليهم السلام) على عرض ما ورد عنهم على القرآن، هي بيان كونهم مفسّرين للقرآن ومبيّنين لمفاهيمه، ولهذا دعوا إلى نبذ كلّ ما يتنافى مع القرآن، والأمر لايختصّ بالأحكام، بل شامل لكلّ ما ورد في القرآن. كما وردت روايات تنافي القرآن في مجال العقيدة، ترسم لنا