3 - هذا الانهيار الهائل للنظام الإلحادي الشيوعي نتيجة مخالفته للفطرة الإنسانية، وهو ما أشار إليه الإمام الخميني في رسالته التي وجهه إلى غورباتشوف قبل الانهيار بأكثر من عامين، حيث قال لـه: إن الشيوعية مرشحة للدخول في متحف التاريخ، لأنها تخالف الفطرة الإنسانية، ودعاه إلى الدين وبالخصوص إلى الدين الإسلامي، لأنه الإشباع الحقيقي للجوعة الإنسانية، وهذا ما اعترف به غورباتشوف في خطاب الاستقالة حيث قال بأن الانهيار كان بسبب إنكارنا للنعم الإلهية. وعلى أي حال فإننا نستبشر خيراً بعصر الدين والمعنويات، أما ما يقال أحياناً من أن الحكم الديني سوف يؤدي لاضطهاد الأقليات فهذا أمر موهون، فإن القواعد الدينية الإسلامية توجب على الدولة احترام حقوق الأقليات، ومنح أفرادها درجة المواطنة الكاملة وحمايتهم من أي اعتداء. وتاريخ الإسلام شاهد على هذه المعاملة بالرغم من أن الإسلام لم يكن مطبّقاً بشكل كامل إلا في فترات قصيرة. وتمتع الأقليات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم بكل الحقوق شاهد على هذه المعاملة. إنني أعتقد أن عودة الحكومات الدينية إلى الحياة سوف تترك آثاراً كبيرة على العلاقات الدولية، حيث ستسود روح التعاون المشترك لنشر الأخلاق الحميدة، وتتم عملية تحريك الطاقات الإنسانية الكامنة، وتقام الحياة على أسس متينة منسجمة مع الفطرة. وإنني لأنتظر عالماً تسوده العدالة، والتعاون والإسلام والمحبة الدينية، والتفاهم الموضوعي، وهو ما بشّرت به كلّ الأديان وتمثّل في الإسلام بالاعتقاد بظهور المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ولهذا فاني أعتقد أن البشرية يجب أن تستعد بل وتعمل على إقامة نظام ديني عالمي يحقق الأهداف السامية للبشرية.