r السؤال السادس: عندما يدخل الدين إلى عالم علماني تنفصل سياسته عن دينه فهل تتغير علاقاته الأساسية بشكل كامل؟ n أعتقد أن من المسلّم به أن النظام الاجتماعي لا يمكنه ان ينفصل عن الايديولوجية التي يحملها المجتمع (موضوع التطبيق لذلك النظام) بل لا يمكن تصوّر قيام نظام حياتي شامل دون أن يسبقه تحديد للموقف من الوجود والإنسان والحياة، أي دون أن تسبقه فلسفة معينة، وحتى الرأسمالية التي طرحت فكرة فصل المسألة الاجتماعية عن المسألة الواقعية لم تستطع مطلقاً أن تنجو من نظرة مادية خالصة للحياة. وعليه فعندما يدخل الدين إلى الحياة فمعنى ذلك أنه ينفذ إلى عمق الوجدان الاجتماعي، ويغيّر القاعدة التي يطبّق عليها النظام، ومعنى ذلك أيضاً أنه يخطط لوضع الحلول الناجعة لكل مشكلات الحياة ويبادر إلى حلّها، وفقاً لتصوراته (طبعاً إذا كان هذا الدين ديناً واقعياً واجتماعياً يطرح حلوله لكلّ المشكلات الاجتماعية). ومن هنا نستطيع التأكيد على أن الدين عندما يدخل إلى أي ساحة يعمل على تغييرها تغييراً جذرياً، ويحاول أن يصوغ علاقاتها وسياساتها وفقاً لمنطق جديد. r السؤال السابع: ما هو تصوركم لمستقبل النهضة الإسلامية؟ n انطلق في تصوري من أمور: أولاً: من دراسة التاريخ الإنساني الذي يتسم - برغم كل النكسات - بالسير الصاعد لصالح الأهداف المعنوية. ثانياً: من قناعتي باللطف الإلهي الذي يسير بالإنسانية نحو الكمال.