جهة، والتبعية العمياء لأهواء الحكومات المصلحية بل والعميلة أحياناً من جهة أخرى. ومن هنا فإن عليه أن يحرر نفسه من هذه القيود، ويبدأ مرحلة جديدة تحكمها خطوط عمل أساسية مستمدة من معين الرسالة الإسلامية، وفي طليعتها: ضرورة نشر الروح التغييرية الثورية التي يريد الإسلام أن تنتشر في النفوس فتجعلها مستعدة لتطبيق كل تعاليم الإسلام على كل شؤون الحياة. د - أعتقد أن كلاً منّـا لا يدرك الآخر، وربما كان من الصعب أن نصل إلى قواسم مشتركة، وسر هذا الأمر أن مبادئنا ومنطقنا مختلف تماماً. فالعالم الإسلامي يقوم على أسس تصورية لا يؤمن بها الغرب، والعكس بالعكس. وكمثال على ذلك لنلاحظ الأسس التالية: 1 - الفطرة الإنسانية: وهي وجود أصيل يسوق الإنسان إلى الحقيقة الإلهية بشكل طبيعي، وبدونها يفقد الإنسان إنسانيته. 2 - الأخلاق الفاضلة: العدل، التعاون، الإخلاص للمبدأ وما إلى ذلك هي جزء لا يتجزأ من إنسانية الإنسان. 3 - الإنسان الفرد والمجتمع محتاج لتنظيم شؤون حياته كلها للعودة إلى الله والى الدين والقيم في الحياة. 4 - التكامل البشري من مقومات الحياة الاجتماعية، والفوارق الطبقية والعرقية، والقومية، والوطنية أمور منبوذة بشرياً. 5 - الغرائز الجنسية بحاجة لضبط عاقل يضمن قيام علاقات عائلية متكافئة. 6 - الاستغلال والاستعمار والاعتداء وتسخير مصادر الآخرين لمصالح ضيقة، واحتلال أراضي الغير، وإهانة المقدسات؛ كلها أمور مرفوضة. هذه بعض الأسس فهل نتفق عليها؟ المسلمون يقبلونها بشكل تام، ولكن هل ينسجم معها الغرب؟ أستطيع أن أؤكد أن الغرب قد لا يدرك كنهها لأنها بعيدة عما اعتاد عليه مع الأسف.